Usul Fi Nahw
الأصول في النحو
Editor
عبد الحسين الفتلي
Editorial
مؤسسة الرسالة
Ubicación del editor
لبنان - بيروت
فأضمر الباء وأعلمها، وأما قولهم: ﴿وَالصَّابِئُونَ﴾ ١ فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتدأ فقال: والصابئون بعد ما مضى الخبر، قال الشاعر:
وإلاَّ فاعْلَمُوا أنَا وأَنْتُم ... بُغَاة ما بَقيْنَا في شِقَاقِ٢
كأنه قال: فاعلموا أنا بغاة ما بقينا وأنتم كذلك. وتقول: إن القائم أبوه منطلقة جاريته، نصبت القائم بإن، ورفعت الأب بفعله وهو القيام ورفعت "منطلقةً"، لأنه خبر إن، ورفعت الجارية بالانطلاق، لأنه فعلها. ويجوز أن/ ٢٨٤ تكون الجارية مرفوعة بالابتداء، وخبرها: "منطلقة" والجملة خبر "إن" فيكون التقدير: إن القائم أبوه جاريته منطلقة، إلا أنك قدمت وأخرت ويقول: إن القائم وأخوه قاعد، فترفع الأخ بعطفك إياه على المضمر في "قائم" والوجه إذا أردت أن تعطفه على المضمر المرفوع أن تؤكد ذلك المضمر، فتقول: إن القائم هو وأخوه قاعدٌ. وإنما قلت: "قاعد" لأن الأخ لم يدخل في "إن" وإنما دخل في صلة القائم فصار بمنزلة قولك: إن الذي قام مع أخيه قاعدٌ، ونظير ذلك أن المتروك هو وأخوه مريضين
١ المائدة: ٦٦ والآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى﴾ هذا على التقديم والتأخير عند البصريين، أما الكوفيون فيرون أن "الصابئين" معطوف على موضع "أن" قبل تمام الخبر، وهو قوله تعالى: ﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ . وانظر الإنصاف ١/ ١٠٨، وابن يعيش ٨/ ٦٩.
٢ من شواهد الكتاب ١/ ٢٩٠ على رفع قوله: بغاة على التقديم والتأخير فأنتم: مبتدأ، والخبر محذوف لعلم السامع، والتقدير: نحن بغاة ما بقينا وأنتم، والذي سوغ حذف الأول لدلالة الثاني عليه، والبغاة: جمع باغ، وهو الساعي بالفساد. والشقاق: الخلاف وأصله أن يأتي كل واحد من الفريقين ما يشق على صاحبه، أو يكون كل واحد منهما في شق غير شق صاحبه. والشق: الجانب. والبيت لبشر بن أبي خازم الأسدي: وانظر: معاني القرآن ١/ ٣١١، وشرح السيرافي ٣/ ١٦، وابن يعيش ٨/ ٧٠، والإنصاف ١/ ١٠٨، والتصريح ١/ ٣٢٨، وشرح شواهد الألفية للعاملي/ ١١٢، والخزانة ٤/ ٣١٥.
1 / 253