Usul Fi Nahw
الأصول في النحو
Editor
عبد الحسين الفتلي
Editorial
مؤسسة الرسالة
Ubicación del editor
لبنان - بيروت
قال سيبويه: والرفع على وجهين: على الاسم المضمر في "منطلق" كأنه بدل منه، كقولك: مررت به زيد -يعني أنه يجعله بدلًا من المضمر في منطلق. قال: وإن شاء رفعه على معنى: مررت به زيد، إذا كان جواب١ / ٢٨٢ من هو فتقول: زيد كأنه قيل له: من هو؟ فقال: العاقل اللبيب، وقد قرأ الناس هذه الآية على وجهين: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ ٢، وعلامَ الغيوب. وتقول: إن هذا أخاك منطلق، فتنصب أخاك على ضربين من التقدير: على عطف البيان وهو كالصفة، وعلى البدل، فمن قال هذا قال: إن الذي رأيت أخاك ذاهب، ولا يكون الأخ صفة "الذي"، لأن أخاك أخص من الذي. فلا يكون صفة وإنما حق الصفة أن تكون أعم من الموصوف. قال الخليل: إن من أفضلهم كان زيدًا، على إلغاء "كان"٣.
قال سيبويه: وسألت الخليل عن قوله: ﴿وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ ٤ و﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ﴾ ٥، فزعم: أنها وي مفصولة من "كأن" والمعنى وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا فقيل لهم: أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم. قال: وأما المفسرون فقالوا: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ﴾ ٦، وقال/ ٢٨٣ زيد بن عمرو بن نفيل.
١ الكتاب ١/ ٢٨٦.
٢ سبأ: ٤٨ وقراءة: "عَلَّامُ الْغُيُوبِ" بالنصب من الشواذ. ابن خالويه/ ١٢٢. وفي البحر المحيط ٧/ ٢٩٢ قرأ الجمهور: ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ بالرفع. فالظاهر أنه خبر ثانٍ وهو ظاهر قول الزجاج. وقال الزمخشري رفعه محمول على محل "أن" واسمها أو على المستكن في "يقذف" أو هو خبر مبتدأ محذوف.
٣ انظر الكتاب ١/ ٢٩٠.
٤، ٥ القصص: ٨٢.
٦ انظر الكتاب ١/ ٢٩٠.
1 / 251