Fundamentos de la Religión
أصول دين
Géneros
وقوله تعالى { ود الذين كفروا لو تغفلون } (الأنفال: 67) فما فائدة الحذر من العدو إذا كان الأجل آت لا محالة؟ وهل يأمر الله بأمر لغو؟
وقوله تعالى { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض } (الأنفال: 67) فعلى ماذا عاتب الله النبي؟ أليس العتاب واردا على كونه صلى الله عليه وآله لم يقتل الأسرى في بدر؟ فهل لام الله تعالى نبيه على فعل غير مقدور؟ ألم يرد الله من رسوله أن يقطع أعمارهم؟
وقال تعالى { يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى } (نوح: 4) فقد أوجب الله التأخير إلى أجل مسمى إذا تابوا، ومع ذلك فقد هلكوا قبل هذا الأجل الذي وعدهم إياه نبيهم عليه السلام. فهل طمعهم نوح عليه السلام بتأخير الموت الذي قال فيه تعالى { ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها } (المنافقون: 11). أم طمعهم بأمر ممكن وقوعه؟
ثم إن هناك أحاديثا كثيرة في هذا الباب، ذكرت بعض الطاعات المطيلة للعمر وبعض المعاصي المقصرة للعمر.
فهذه آيات تدل دلالة صريحة على أن الطاعة لها دور في طول العمر، وأن المعصية لها دور في نقصان الأعمار، وأن فعل الإنسان للقتل أيضا يؤثر في العمر.
فبهذا كله يتبين لنا أن عمر الإنسان داخل ضمن مجال تصرفاتنا، بعلم الله تعالى وبمشيئته. وعلى هذا أيضا يكون المجاهد في سبيل الله بائعا روحه حقا لله مقابل الجنة ومحققا قول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } (التوبة: 111) فالمجاهد والمستشهد يهب عمره في سبيل الله؛ هذا العمر الغالي الذي كان يمكن له أن يتمتع به بين أهله؛ ولكنه آثر الله واليوم الآخر فاستحق أعلى درجات الكرامة، لأنه قدم لله أغلى ما يملك. وبهذا يكون لقول سحرة فرعون معنى وذلك في قولهم { فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحيوة الدنيا } (طه: 72)، فهم قد علموا أن حياتهم في يد فرعون؛ ولذا قالوا له { إنما تقضي هذه الحيوة الدنيا } (طه: 72).
Página 112