وكذلك من زعم أنه استوى على العرش (¬1) على ما يعقل من استواء الملك على سريره أو فراشه أو قال إنه على المعقول فهو (¬2) مشرك، و الشاك فيه مثله [ ومن نفى عنه الشرك فهو كافر، والشاك فيه مثله ] (¬3) . وقد أتيت على الرد عليهم في باب المشبهة بما فيه الكفاية إن شاء الله.
وأما من زعم أنه (¬4) يرى يوم القيامة، ولو قال بالأبصار أو قال عيانا، أو جهرة، أو قال كالمرئيات فهو منافق، والشاك فيه مثله. وكذلك من شك [ فيه ] (¬5) انه يرى أو تمكن رؤيته في الآخرة. ومن أثبت لهذا المتأول الشرك أو نفى عنه النفاق فهو كافر مثله.
¬__________
(¬1) جاء في تفسير الإباضية لقوله تعالى: { الرحمان على العرش استوى } أي ارتفع ذكره وثناؤه على خلقه لا على ما قال المنددون أن له أشباها وأندادا تعالى الله عن ذلك، فقد قال ابن عمر: إن الله أعظم وأجل أن يوصف بصفات المخلوقين. والاستواء على العرش هو استواء أمره تعالى وقدرته فوق بريته، وقال الحسن رضي الله عنه: ارتفع ذكره وثناؤه ومجده على خلقه، ولا يوصف الله تبارك وتعالى بزوال من مكان إلى مكان. أما قوله تعالى: { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } أي استوى أمره وقدرته إلى السماء وقوله تعالى: { ثم على العرش استوى } يعني استوى أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه. انظر: مسند الإمام الربيع بن حبيب (الجامع الصحيح) (السابق)، ج3، ص238. أبو عمار عبد الكافي: شرح الجهالات، (السابق)، ص204، ص282-283.
(¬2) ج: فإنه.
(¬3) ما بين معقوفتين سقط من ج.
(¬4) ب: أن الله.
(¬5) + من ب.
Página 150