والقاضي عياض تحفّظ على عادته، فعمم، وقال: ((وقدم الأندلس حدثًا))⁽¹⁾، وتبعه ابن فرحون⁽²⁾ والدباغ⁽³⁾ على ذلك، فتجنبوا ما انتقد هنا.

ولا يبعد أن يكون الغلط أتى من جهة سنة رحلته، وهي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، فحصل الوهم عند النقل أن عمره كان اثنتي عشرة سنة. والله أعلم.

وفاته:

أما وفاة ابن حارث، فللمصادر اختلاف بين السنين التالية:

قيل: توفي سنة: (361هـ). قال ابن الفرضي: ((توفي رَحِمَهُ اللَّهُ بقرطبة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة إحدى وستين وثلاث مائة))⁽⁴⁾. وبه جزم مخلوف⁽⁵⁾.

وقيل: توفي سنة: (364هـ)، وهو قول ابن عفيف، ففي المدارك: ((قال ابن عفيف: سنة أربع وستين))⁽⁶⁾. وبه جزم ابن سهل في نوازله، قال: ((توفي سنة أربع وستين وثلاثمائة))⁽⁷⁾.

وقيل: توفي سنة: (371هـ). وهو نقل الذهبي: ((وقيل: توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة))⁽⁸⁾، وتابعه عليه السيوطي في طبقات الحفاظ، قال: ((مات في صفر سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة))⁽⁹⁾.