El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

Cadil Mustafa d. 1450 AH
95

El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Géneros

77

من المؤكد أيضا أن الأجسام الخفيفة (مثل الهواء) تسمح بانكماش ملحوظ كما لاحظنا سابقا، أما المواد العينية (مثل الماء) فلا تسمح بذلك إلا بصعوبة أكبر وبقدر أقل، وقد بينت بالتجربة التالية إلى أي حد تسمح بذلك:

أخذت كرة من الرصاص تسع حوالي 2 باينت، جوانبها سميكة بحيث تحتمل قوة كبيرة، وملأتها ماء خلال ثقب فيها، ثم ختمت برصاص سائل، بحيث أصبحت كرة صلبة تماما، ثم فلطحتها على جانبين متقابلين بواسطة مطرقة ثقيلة، بذلك اضطررت الماء بداخلها إلى الانضغاط إلى حيز أصغر؛ إذ إن الكرة أكثر الأشكال سعة، وعندما لم تعد الطرق تجدي كنتيجة لمقاومة الماء للانكماش، استعملت طاحونة أو معصرة، وبذلك لم يعد الماء يحتمل ضغطا أكبر، فأخذ يرتشح خلال السطح الصلب للرصاص (مثل الندى الخفيف)، عندئذ حسبت كم نقص الحجم بالانضغاط واستنتجت أن الماء (ولكن فقط عندما أخضع لمثل هذه القوة الكبيرة) قد عانى هذا القدر من الانضغاط.

ولكن الانضغاط أو التمدد الذي تحتمله الأجسام الأكثر صلابة وجفافا واندماجا، مثل الخشب والحجارة والمعادن، أقل من هذا، ولا يكاد يدرك، فمثل هذه المواد تخلص نفسها بالانكسار أو بالتحرك أو بمناورات أخرى، مثلما يظهر في انثناء الخشب أو المعدن، وفي الساعات التي تتحرك بالزنبرك وفي القذائف وفي الطرق بالمطرقة، وفيما لا يحصى من الحركات الأخرى، كل هذه الأشياء مع قياساتها يجب أن تستكشف وتختبر في دراسة الطبيعة، إما في صورتها الدقيقة أو بالتقدير أو بالمقارنة، حسبما تسمح الحالة. ••• (46) وفي المرتبة الثانية والعشرين بين شواهد الامتياز سأضع «شواهد المضمار»

instances of the course

78 (شواهد العدو

running instances )، التي أسميها أيضا «شواهد الماء»، مستعيرا اللفظة من الساعات المائية عند القدماء، التي كانت تملأ بالماء لا بالرمل، إنها تقيس الطبيعة بلحظات الزمان، مثلما تقيسها «شواهد المسطرة» بوحدات المكان، فكل حركة أو فعل طبيعي إنما يجري في الزمان أسرع أو أبطأ، إلا أنه يجري في لحظات محددة ومقدرة بدقة من جانب الطبيعة، وحتى الأفعال التي يبدو وقوعها فوريا وفي طرفة عين (كما نقول) وجد أنها تستغرق مدة من الزمن.

في المقام الأول إذن نرى أن دورات الأجرام السماوية تحدث في فترات زمنية محسوبة، وكذلك الجزر والمد، وإن حركة الأشياء الثقيلة تجاه الأرض والخفيفة تجاه السماء تشغل لحظات معينة يحددها الجسم المتحرك والوسط الذي يتحرك فيه، ومخور السفن وحركات الحيوانات ومسارات القذائف كلها تحدث في آماد من الزمن يمكن قياس مجملها، ونرى الحواة بحركات سلسة رشيقة يقلبون أقداحا مملوءة بالنبيذ أو الماء رأسا على عقب ويعدلونها ثانية دون أن تند قطرة واحدة ومثل هذا كثير، كذلك انكماش وتمدد وتفجر الأجسام يحدث بسرعة أو ببطء بحسب نوع الجسم والحركة، إلا أنها جميعا تستغرق قدرا محددا من الزمن، وفضلا عن ذلك عند انطلاق عدة مدافع في نفس الوقت، والذي يسمع أحيانا على مبعدة ثلاثين ميلا، فإن أولئك القريبين من موقع الانطلاق يسمعون صوته قبل الذين هم أبعد، وفي حالة البصر (حيث الفعل سريع جدا) من الواضح أيضا أنه يحتاج لحظات معينة من الزمن لكي يعمل عمله، بدليل أن الأشياء الفائقة السرعة لا ترى، كما هو الحال عندما تنطلق رصاصة من بندقية، فانطلاق الرصاصة هو من السرعة بحيث لا يسمح بانطباع لصورته يصل إلى العين.

هذا الشاهد وأشباهه قد أدخل في روعي أحيانا شكا عجيبا فيما إذا كنا نرى صفحة السماء الرائقة والنجوم في لحظة وجودها حقا، أم بعدها بقليل، وما إذا كان هناك (بالنسبة لمظهر الأجرام السماوية) زمن حقيقي وزمن مدرك، كما في حالات البارالكس

parallaxes

Página desconocida