El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

Cadil Mustafa d. 1450 AH
82

El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Géneros

57

مستعيرا اللفظة من المشيرات الإصبعية التي تنصب عند مفارق الطرق؛ لكي تشير إلى الاتجاهات المختلفة، وقد أسميتها أيضا «الشواهد الفاصلة»

decisive instances

و«القاضية»

judicial ، وفي بعض الحالات أسميها «الشواهد النبوئية»

oracular

أو «الآمرة»

commanding ، وتعمل طبيعتها كما يلي: في بحثه عن طبيعة ما قد يقر الذهن في محله ولا يمكنه أن يقرر إلى أي من طبيعتين (أو أكثر) ينبغي أن يعزو سبب الطبيعة محل البحث؛ إذ إن طبائع كثيرة تقع معا في العادة، هناك تنهض الشواهد الفاصلة بتبيان أن تصاحب إحدى الطبائع مع الطبيعة محل البحث هو تصاحب دائم لا انفصام له، بينما تصاحب الأخرى متقطع وغير دائم، من شأن ذلك أن يحسم البحث فتؤخذ الأولى على أنها السبب بينما ترد الثانية وترفض، بذلك يقدم هذا النوع من الشواهد ضوءا كثيفا وسلطانا عظيما بحيث ينتهي ويتم فيها مسار التفسير. قد تقع الشواهد الفاصلة ببساطة إذ توجد بين شواهد مألوفة طويلة العهد، إلا أنها - في الأغلب - تكون جديدة ومستخدمة عمدا ومطبقة خصيصا، وتتطلب دأبا واجتهادا للكشف عنها.

افترض مثلا أن الطبيعة محل البحث هي الجزر والمد المتكرر مرتين في اليوم - أي ست ساعات لكل مجيء وذهاب - مع بعض التفاوت وفقا لحركات القمر، وفيما يلي حالة من حالات افتراق الطرق.

هذه الحركة لا بد أن تكون مسببة إما عن حركة الماء جيئة وذهابا مثل الماء الذي يتخبط في حوض فيترك جانبا من الحوض عندما يغطي الجانب الآخر، وإما عن ارتفاع ماء البحر من القاع ثم هبوطه مرة ثانية مثل الماء الغالي، ولكن المرء في شك: إلى أي من هذين السببين يعزو الجزر والمد، إذا قبلنا الأول لترتب أنه عندما يكون هناك مد على جانب من البحر لتعين أن يكون هناك في الوقت نفسه جزر في مكان ما على الجانب الآخر؛ لذا فهذا هو الشكل الذي سيتخذه البحث، ولكن أكوستا

Página desconocida