El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

Cadil Mustafa d. 1450 AH
63

El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Géneros

ولا عجب إذا كانت البرودة والحرارة تظهران كثيرا من التأثيرات المشتركة (انظر في ذلك مثال 32 بالقائمة 2)، إذ إن اثنين من الفروق التالية (التي سأتحدث عنها حالا) ينتميان إلى كلتا الطبيعتين، رغم أنه في الفرق الحالي نجد تأثيراتهما متضادة تماما، فالحرارة تسبب حركة تمددية توسعية والبرودة تسبب حركة انكماشية تقلصية.

والفرق الثاني:

هو تنويع على الفرق الأول، وهو أن الحرارة حركة تمددية أو حركة تجاه الخارج، ولكن في الوقت نفسه تحمل الجسم إلى أعلى، فلا شك أن هناك كثيرا من الحركات المركبة، مثال ذلك: أن السهم أو الرمح يتحرك حركة دورانية وتقدمية معا، يدور وهو يطير ويطير وهو يدور، كذلك حركة الحرارة، فهي توسع وصعود معا في آن.

وهذا الفرق يتضح في الملقط أو مذكي النار إذ يوضع في اللهب، فأنت إذا وضعته قائما وأنت تمسكه بيدك من أعلى فسرعان ما يحرق يدك، أما إذا أمسكته مائلا أو من أسفل فسيكون أبطأ بكثير في حرق يدك.

ومن الواضح أيضا في عملية التقطير بواسطة معوجة، والتي تستخدم مع الأزهار الرقيقة التي تفقد عطرها بسهولة، وقد وجد بالخبرة أن على المرء أن يضع اللهب من أعلى وليس من أسفل حتى يقل سفع اللهب، إذ إن كل حرارة - وليس اللهب فحسب - تتحرك إلى أعلى.

وفي ذلك: أجر تجربة على الطبيعة المضادة للبرودة، وما إذا كانت البرودة تكمش الجسم بالهبوط إلى أسفل، مثلما أن الحرارة تمدد الجسم بالصعود إلى أعلى، خذ قضيبين من الحديد أو أنبوبتين زجاجيتين (متماثلتين في كل شيء آخر) وسخنهما بعض الشيء، وضع إسفنجة ممتلئة بالماء البارد أو الثلج تحت إحداهما وفوق الأخرى، وافتراضي هو أن التبريد في طرفيهما سيكون أسرع في القضيب ذي الثلج بأعلاه من القضيب ذي الثلج بأسفله، بعكس الذي يحدث في حالة الحرارة.

والفرق الثالث:

هو أن الحرارة هي حركة تمددية ليست متجانسة في الجسم كله، بل تمددية خلال جزيئاته الصغرى، وهي مقيدة ومثبطة ومرتدة في آن معا، ومن ثم فهي تلوب جيئة وذهابا، وفي عجلة دائمة وضغط وصراع وغضب من النخس الذي يلحقها، ومن هنا يأتي عنف اللهب والحرارة.

يظهر هذا الفرق على أوضح نحو في اللهب وفي السوائل الغالية التي تجيش بلا توقف وتعلو في نقاط متفرقة وتهبط.

وهو أيضا ظاهر في الأجسام الصلبة البنيان، بحيث لا تنتفخ أو تتمدد في كتلتها عندما تسخن أو تتقد، مثل الحديد المسخن حتى الاحمرار حيث الحرارة فيه عنيفة جدا.

Página desconocida