El Nuevo Órganon: Instrucciones sinceras para la interpretación de la naturaleza
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Géneros
5
بمساعدة التجارب وبمقارنتها مع أجسام أخرى، وردها إلى الطبائع البسيطة وصورها التي تلتقي وتمتزج في المركب، وباختصار: علينا أن ننتقل من «فولكان»
Vulcan
إلى «منيرفا»
Minerva
إذا شئنا إلقاء الضوء على النسيج الحقيقي والبنية الحقيقية للأجسام التي تعتمد عليها كل خاصية خفية (أو كما يقولون نوعية) وكل فعالية للأشياء، ومنه أيضا يمكن أن نستمد كل قاعدة للتغيير الفعال والتحويل المؤثر.
علينا مثلا أن نسأل بإزاء كل جسم ما الروح
6
الموجودة فيه، وما الماهية العينية، أما عن الروح فينبغي أن نعرف ما إذا كانت وفيرة غزيرة أم ضئيلة واهية، خفيفة أم كثيفة، هوائية أم نارية، نشطة أم بليدة، ضعيفة أم قوية، متقدمة أم متراجعة، منقطعة أم مستمرة، متآلفة مع البيئة الخارجية أم متنافرة، وبالمثل نتناول الماهية العينية (وهي ليست أقل تنوعا من الروح) بشعرها وأليافها ونسيجها المتنوع، وكذلك توزع الروح خلال الكتلة الجسمية بثقوبها ومساراتها وعروقها وخلاياها، والمراحل أو المحاولات الأولى البدئية لجسم عضوي، فهنا أيضا - وبالتالي في كل كشف لبنية كامنة - فإن المبادئ الأولية بالتأكيد هي التي تلقي الضوء الذي يبدد كل ظلام ويكشف كل غموض. ••• (8) ورغم ذلك فنحن لن ينتهي بنا المطاف بالذرات، التي تفترض مسبقا وجود فراغ، وأن المادة لا تقبل التغير (وكلا الافتراضين خطأ)، بل ننتهي إلى الجزئيات الحقيقية مثلما هي عليه، ولكن ليس لأحد أن يشيح عن هذه الدقة على أنها عسيرة على التفسير، بل على العكس كلما اتجه البحث إلى الطبائع البسيطة صارت الأشياء جميعا في ضياء شفاف واضح، فالإجراء يمضي من المتعدد إلى البسيط، من غير المقيس إلى المقيس، من العشوائي إلى المحسوب، من الغامض وغير المحدد إلى الدقيق والمحدد، مثلما هو حال الأحرف في الكتابة والنغمات في الموسيقى . إنما ينجح البحث الطبيعي أفضل نجاح إذا انتهى الفيزيائي في الرياضي، فلا يخش أحد من الأعداد الكبيرة والكسور الصغيرة، وفي مجال الحسابات الرياضية فإن تناول العدد ألف هو بسهولة تناول العدد واحد، وتناول جزء من الألف من شيء ما هو بسهولة تناول الكل. ••• (9) هذان الصنفان من المبادئ اللذان عرضت لهما آنفا هما الأساس الذي تقوم عليه القسمة الحقيقية للفلسفة والعلوم، شريطة أن نأخذ الألفاظ بالمعنى الذي أقصده لا بمعانيها التقليدية التي لا تشير إلا إشارة تقريبية إلى الحقيقة، وعليه فإن الميتافيزيقا عبارة عن دراسة الصور، التي هي أزلية ثابتة (في نظر العقل على الأقل وفي قوانينها الخاصة)، أما الفيزيقا فتتألف من دراسة العلل الفاعلة والعلل المادية والعمليات الكامنة والبنيات الكامنة (وكل منها يتعلق بالمسار المعتاد والمطرد للطبيعة لا بالقوانين الأساسية والأزلية)، كما ينضوي تحت كل من هذين المبحثين علم عملي: تحت الفيزيقا تنضوي الميكانيكا، وتحت الميتافيزيقا ينضوي السحر (بمعناه الأنقى) بالنظر إلى طرائقه الواسعة وسلطانه على الطبيعة. ••• (10) بعد أن وضعنا هدف المعرفة علينا أن نمضي قدما إلى قواعدها، وفي أوضح نظام وأقومه، تشتمل اتجاهاتي لتفسير الطبيعة على قسمين عريضين: الأول يتعلق بكيفية استخلاص المبادئ من الخبرة، والثاني يتعلق باستنباط تجارب جديدة من المبادئ، ينقسم الأول بثلاثة طرق إلى ثلاث مهام: مهمة الحواس ومهمة الذاكرة ومهمة الذهن أو العقل.
علينا أولا أن نعد تاريخا طبيعيا وتجريبيا وافيا ودقيقا، فهذا هو أساس المشروع كله، إذ إن علينا ألا نخترع أو نتخيل ما تقوم به الطبيعة أو تخضع له، بل أن نكتشفه.
Página desconocida