وفي نجاة الدجاج من سنانير البر أنه إذا علق في باطن أجنحة الدجاج شيئًا من سذاب أو يطلي ظاهر أجنحتهن ورؤوسهن بماء السذاب نجت بقدرة الله من سنانير البر.
باب في طرد فأر البيت
قال أهل الحكمة: من سحق مرداسنج وهو المرتك بدقيق خشكار وجعله حرابل وأطعم لفأر البيت، فإنه إذا أكله يموت، وإذا أخذ رماد حطب البلوط ويطرح في أحجرتهن، فإذا وجدت ريحه أكلن بعضهن بعضا، وأيضًا إذا خلط تراب الحديد بعجين وطرح للفأر وأكله مات.
باب ترحيل النمل
قال الحكماء: من أخذ كراويا فدقت وصبت في أحجرة النمل، ويكتب في شيء ويعلق في زوايا الدار بسم الله الرحمن الرحيم، "إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر، وبياسين وبما أنزل فيها، وأنشدكم بحق الله وحق نبينا ونبيكم، وما أنزل عليهما ألا تحولتم عن مساكننا".
باب في الاستعداد لدفع شر الحيّات
قال أضعف خلق الله تعالى: مؤلف هذا الكتاب محمد بن منكلي، عامله الله تعالى بلطفه: قصدت أن لا أخلي تأليفي هذا من ذكر ما لا يجوز للإنسان إلقاء نفسه لما يضره، وذلك أن الحيات بمنزلة السباع، إذ هي أكلة اللحم، وهذا لا شكّ فيه، وما فيها من العداوة للإنسان بالطبع وهي من ذوات الأنياب.
قال محمد بن إبراهيم بن يحيى الشهير بالوراق في كتابه مباهج الفكر مناهج العبر: وإنما سميت الحية حية لأنها تحوت أي اجتمعت، وتطلق على الذكر والأنثى، وهي أصناف كثيرة لا تحصى وشرها الأفاعي ومساكنها الرمال والجبال ويضرب المثل فيها بأفعى سجستان.
ومن التهويل في أمرها ما حكاه ابن شبرمة أن أفعى نهشت غلامًا في رجله فانصدعت جبهته.
ويحكى أن شبيبًا دخل على المنصور، فقال: يا شبيب دخلت على سجستان، قال: نعم، قال: فصف لي أفاعيها، فقال: يا أمير المؤمنين، هي دقاق الأعناق، صغار الأذناب، مفلطحة الرؤوس رقش برش كبارهن حتوف، وصغارهن سيوف.
قال المؤلف: وقد قتلت من صغارهن ما أرجو به الثواب عند الله تعالى.
وقيل: إن من الأفاعي من يتسافد بأفواهها، فإذا أعطي الذكر الأنثى وقع كالمغشي عليه فتعمد الأنثى إلى موضع مذاكيره فتقطعها نهشًا فيموت من ساعته، فيبقى في بطنها حتى تخرج الأولاد وتموت الأم من ساعتها، فيكون طلبها للولد هلاكًا لها وللذكر. وذكرها يسمى الأفعوان يأتيها أيام الصراف فيصوت بها فتأتيه، وبيضها مستطيل أكدر اللون وأخضر وأصفر وأسود وأبيض وأرقط وفي بعضه نمش ولمع، وأما داخله فاسمج من الصديد.
والحية مشقوقة اللسان ولذلك يظن أن لها لسانين وتوصف بالنهم والشره لأنها تبلع الفراخ من غير مضغ كما يفعل الأسد، ومن عادتها أنها إذا نهشت انقلبت فيتوهم أنها فعلت ذلك لنزع سمها وليس الأمر كذلك، وإنما في نابها عضل، فإذا عضت استغرق إدخال الناب كله، وقيل أن لها ثلاثين ضلعًا ومن الخواص: إذا ضربت بالقصب الفارسي ضربة ماتت، وإن ضربت بسوط قد مسه عرق الخيل ماتت.
وليس في الأرض شيء مثل جسم الحية إلا والحية أقوى بدنًا منه.
وتعيش في البر بعد ما صارت مدة في الماء.
ومن طبعها أنها لا تطلب الماء ولا تريده لغلبة الأرضية عليها، وفي طبعها أنها إذا لم تجد طعامًا تعيش بالنسيم وتقتات به الزمن الطويل.
وإن عينها إذا قلعت عادت وكذلك نابها يطلع بعد ثلاثة أيام، وكذلك ذنبها إذا قطع.
وفي طبعها أنها تهرب من الرجل العريان.
قال المؤلف: وهو المراد للاستعانة على قتلها، وقد قتلت ببيسان أصلة عظيمة كبيرة الرأس جدًا وأنها لا يأتيها الرجل إلا منحرفًا عنها قليلًا لا مسامت لها، وينبغي أن لا يهمل أمرها حين المراوغة ورميت مرة سهام على شجاع منهم رقه رق الإصبع، ويكون طوله أطول من الذراع، وهو وثاب فرميت عليه خمسة أسهم اتقاءً لشره، وأنا أحترس منه، فأصيب في رأسه بسادس سهم، ورأسه صغيرة جدًا قدر البندقية الصغيرة، فرأيته يروغ عن السهم كالرجال الحاذق، وقيل إنها ما تموت ومن أصنافها ما هو أزعر، وقتلت واحدة ببرية الفيوم، إذ فيها حيات كثيرة مؤذيات.
ومنها ما هو الأحمر، ومنها ما يسمى السود، ولم أر أجرى منه، وقد ركضت خلفه في حال صباي، وأنا على فرس قوي الجري، وبيدي سيف، فلم ألحقه إلى أن توارى بحجر ففاتني، واشر ما يوجد هذا الصنف في أرض مصر في أرض الزرع. وهذا الصنف يعظم جدًا.
1 / 49