دمه: ينفع لنهشته وينفع لسم السهام الأرمنية.
قال صاحب كتاب الجواهر، ﵀: بوله إن تحملت به امرأة ليصل إلى الرحم أعانها على الحمل.
قذره الجاف: إذا أحرق وأذيب بدهن آس ومرارة تيس وطلي به مكان القرح نبت فيه الشعر كما كان.
مخ الكلب الميت: إذا طلي على الخنازير التي تكون في الحلق أذهبها.
يده اليمنى: إذا أحرقت وأخذ رمادها ثم يسحق ناعمًا ويذر على العروق التي يسيل منها الدم فإنه يجفف ذلك كله.
لسان الكلب الأسود: من أمسكه بكفه لم تنبح عليه الكلاب ويقال أن اللصوص يفعلون ذلك، وأضربت عن الأشياء التي لا يجوز شرعًا استعمالها.
باب في ذكر القط
وأول من لعب بالقط، قال عيسى الأسدي: هو من جملة الضواري ويسمى في بلاد العراق الهر، وفي بغداد: السنور، وفي أواسط البصرة النوة، وفي بلاد طريق خراسان هذا الاسم أيضًا، وتسميه العجم الكربة.
وأول من تصيد بها بنو خفاجة. وطبع القط في حركاته كلها طبع الفهد. وقيل إن الباشق بقية طينة البازي، والتهركة بقية طينة الشاهين، واليؤيؤ بقية طينة الصقر، والقط بقية طينة النمر، وهو يصيد الطيور مثل الدراج والطيهوج، وما الفرق بينه وبين الزغارى إلا الشم.
باب ذكر الدبق وأول من دبق
يقال أنه كان في زمان هارون الرشيد رجل اسمه إبراهيم، وكان من أرض البصرة يصيد جميع الطير، فمنها ما يصيده بالنبل، ومنها ما كان يأخذه بالضواري، وكان يلعب بالبازي والشواهين والصقر وجميع الضواري من فهد وكلب وما شاكل ذلك ثم الدفائن في الأرض والأشراك والشباك وغير ذلك من أمور الصيد، وله كتاب في البيزرة، وهو جيد مجرب غاية ولم يذكر فيه غير الأدوية لا غير، وكان مع إبراهيم هذا ثلاث قصبات لا غير يدبق بها العصفور زمان الفراغ ويدبق بها أفراخ الطير أيضًا من البساتين، وكان بها مجودًا.
وكان يقول من يزعم أنه يلعب بالضواري ولا يدبق فإنه ناقص الهمة، وإنه صار عند هارون الرشيد بمنزلة لعلمه بهذه الصناعة وبالدبق.
وتفرع التدبيق من إبراهيم البازيار ﵀، ودبق بعده بخمس قصبات وأكثر في زمن المأمون، ﵀.
أما المنصور المدبق فإنه هو الذي علم السلطان مسعود. وكان أجود مدبق على وجه الأرض فيما يقال.
وكان المستنجد بالله من المدبقين. ويقال أي شيء يكون أحسن من شخص قاعد في بستان وطعمه في كل طائر يدخل ذلك البستان وما يكون إلا إذا كان مدبقًا.
وفي بلاد العراق من يدبق في السنة بين صقر إلى شاهين وعقاب خمسين قطعة. وفي الناس من إذا سافر على نية التدبيق أخذ معه حوائج الطعام والقدر ما خلا اللحم.
وفي الشام إذا وصل المدبق إلى الطير جعل على كل عود من الشجر قضيبًا، وهذا ليس عند أهل العراق، فإنهم يسمون المدبق المدبر.
وأجزاء الدبق كندر وحب سبستان وحب عصفور، وإنما سمي حب عصفور لأنه من ذرق الطير يذرق على الغصن ويكون في ذرقه الحب أي حب كان فيعلق بالقضيب ويبقى في ذلك الغصن ويصير مثل عنب الثعلب إلا أنه يكون مكببًا، وهو يسوى في العراق الثمن الجيد، وأكثر ما يوجد في شجر الزيتون وأجزاؤه معروفة.
ويبدأ بذكر الضواري من الطير
باب ذكر العقبان وأجناسها ومعادنها وألوانها وأسمائها وأول من لعب بها والجيد منها والدون، والنادر واللطيف وما يستحب أن يؤخذ منها، ومن الذي يجوز أن يلعب بها والكامل منها وكيفية اللعب بها. وكم من جنس هي
اعلم أن العقبان سبعة أجناس، لكل جنس منها لون، فهي سبعة ألوان أيضًا. منها العقاب المعروف بين الناس، ويسمى عقاب الصيد، مع أن جميع العقبان تصيد وتصلح للصيد، أما هذا العقاب فإنه أبرش الذنب، وهو أحسن العقبان وأطيرها وهو يقع في جميع البلاد القريبة من الجبال، وأكثر ما يكون في بلاد الشام، وفي أرض الموصل إلى الجزيرة وسنجار وبلاد نصيبين وماردين وديار بكر وسائر الأماكن التي يرغب بالصيد فيها وبها الصيد الكثير.
ولهذا العقاب شأن عظيم وهو لا يصلح إلا للعارف به، الذكي القوي الصبور، فإنه متى دخل في صنعة العقاب بغير معرفة خشي عليه العطب.
واعلم أنه مع الرجل الواحد الذي ليس معه رفيق عدو قوي.
1 / 26