101

Unnamed Book

دروس للشيخ صالح بن حميد

Géneros

حياة الأشقياء الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأضحك وأبكى، وأسعد وأشقى، أحمده سبحانه وأشكره، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الأبر الأتقى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه آمنوا بربهم وصدقوا بالحسنى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله -أيها الناس- واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله. أيها المسلمون: إن البصير لا يأسى، فإن الأسى كله وأشده لأقوامٍ مخذولين تنكروا لفطرهم، وأظلمت بالشكوك قلوبهم لم تنفذ إليهم أشعة الإسلام بسكينة، ولا تسربت إليهم أنوار اليقين براحة، أولئك الأشقياء المطموسون الذين يجادلون في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتاب منير مساكين ثم مساكين، دخلوا الحياة وخرجوا منها ولم ينعموا بأطايب ما فيها، وأعظم ما فيها الإيمان بالله والاحتماء بجنابه خسروا أنفسهم وخسروا حياتهم الساخطون الشاكون لا يذوقون للسرور طعمًا حياتهم سوادٌ ممتد، وظلامٌ متصل، وليلٌ حالك، لا يرقبون الفجر الصادق.

7 / 7