الالتزام في الاصطلاح: ذكر الفقهاء للالتزام عدة تعريفات، أذكر منها ثلاثة على وجه الاختيار: ١ - قال أبو عبدالله بن قيم الجوزية (^١): «الالتزام تارة يكون بصريح الإيجاب، وتارة يكون بالوعد، وتارة يكون بالشروع، كشروعه في الجهاد والحج والعمرة» (^٢). وهذه العبارة وإن لم تكن على صياغة التعريفات المعهودة إلا أنها أعطت مفهوما شاملا لمعنى الالتزام. ٢ - عرف أبو العباس الحموي الالتزام بأنه: إلزام المرء نفسه ما لم يكن لازما لها (^٣). ٣ - قال مصطفى الزرقا: الالتزام هو: كون الشخص مكلفا بفعل أو امتناع عن فعل لمصلحة غيره (^٤).

(^١) هو: العلامة المحقق محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، أبو عبد الله، الزرعي ثم الدمشقي، الحنبلي، المشهور بابن قيم الجوزية، ولد سنة ٦٩١ هـ، له من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، منها: "زاد المعاد في هدي خير العباد" و"الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" و"إعلام الموقعين عن رب العالمين"، من شيوخه: شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية والشهاب النابلسي العابر، وابن عبد الدائم وغيرهم، ومن تلاميذه: ابن عبدالهادي وابن رجب الحنبلي وخلق كثير غيرهما، توفي سنة ٧٥١ هـ. انظر: المعجم المختص (ص ٢٦٩)، طبقات الحنابلة (٤/ ٤٤٧). (^٢) إعلام الموقعين (٢/ ١١٣). (^٣) غمز عيون البصائر (٢/ ٦١١) (^٤) المدخل للزرقا (١/ ٤٣٦).