مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
118

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Editorial

مكتبة الفلاح

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

صلاته -عندما قال له: علمني يا رسول الله- قال له: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثمَّ اقرأ بما تيسر معك من القرآن" (١). جـ وقيل لعبد الله بن عاصم (٢): توضّأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه ومسلم، فدعا بإناء فأكفأ منه على يديه، فغسلهما ثلاثا ... الحديث (٣). د- وثبت مثله عن علي بن أبي طالب، فعن أبي حَيَّة، قال: "رأيت عليا توضأ، فغسل كفيه حتى أنقاهما .. " الحديث. فهذه النصوص ومثلها كثير عن الرسول -صلى الله عليه ومسلم- وأصحابه أنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالتكبير، ولا يقولون قبل التكبير شيئًا، وكذلك في الوضوء يبدؤون بغسل الكفين، وفي الحج كانوا يبدؤونه بالتلبية، ولم يكونوا يقولون: اللهم إنّي أريد الحجّ أو العمرة والحجّ، بل كانوا أول ما يفعلون الإهلال بالحج، والِإهلال رفع الصوت بالتلبية. "وقد سأل أبو داود الِإمام أحمد، فقال: يقول المصلي قبل التكبير شيئًا؟ قال: لا" (٤). ٤ - إذا خالف اللسان القلب فالعبرة بما في القلب: وهذا ممّا لم يختلفوا فيه، يقول النووي: "إذا قال بلسانه نويت التبرد، ونوى بقلبه الحديث، أو بالعكس- فالاعتبار بما في القلب بلا خلاف. ومثله ما قاله الشافعي في الحج: "لو نوى بقلبه حجّا، وجرى على لسانه عمرة أو عكسه، انعقد ما في قلبه دون لسانه" (٥).

(١) رواه البخاري ومسلم (انطر المشكاة ١/ ٢٤١). (٢) هو عبد الله بن عاصم الحماني (بكسر الحاء وتشديد الميم نسبة إلى حمّان، وهي قبيلة من تميم، وهو حمان بن عبد العزى) أبو سعيد البصري، قال أبو حاتم صدوق. راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ٢/ ٦٨)، (الكاشف ٢/ ٩٩). (٣) متفق عليه (انظر المشكاة ١/ ١٢٥). (٤) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢٢/ ٢٨). (٥) المجموع للنووي (١/ ٣٦٧).

1 / 131