من تواضع لله رفعه
من تواضع لله رفعه
Editorial
دار القاسم
Géneros
بعلمه، فهذه الأمور تكون من دواعي الكبر عند من لم يخالط الإيمان قلبه ولا اطمأنت بالسكينة نفسه.
والتواضع لله ﷿ على ضربين:
أحدهما: تواضع العبد لربه عندما يأتي من الطاعات غير معجب بفعله، ولا راء له عنده حالة يوجب بها أسباب الولاية، إلا أن يكون المولى ﷿ هو الذي يتفضل عليه بذلك، وهذا التواضع هو السبب الدافع لنفس العجب عن الطاعات.
قال رسول الله ﷺ: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (١).
قال النووي: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» فيه وجهان:
أحدهما: يرفعه الله في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس، ويحل مكانه.
والثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا (٢).
والتواضع الآخر: هو ازدراء المرء نفسه واستحقاره إياها عند ذكره ما قارف من المآثم حتى لا يرى أحدًا من العالم إلا ويرى نفسه دونه في الطاعات وفوقه في الجنايات (٣).
_________
(١) رواه مسلم.
(٢) شرح مسلم للنووي ١٦/ ١٤٣.
(٣) روضة العقلاء، ص ٦٠.
1 / 28