204

Understanding in Explanation of the Main Rulings

الإفهام في شرح عمدة الأحكام

Investigador

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

Editorial

توزيع مؤسسة الجريسي

Géneros

٢٠ - قال الشارح ﵀:
هذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق ببيان صفة صلاة النبي ﵊؛ لأن اللَّه شرع لنا التأسي به، بقوله جل وعلا: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (١)؛ ولأنه ﷺ قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلّي» (٢)؛ ولهذا بين الصحابة ﵃ صفة صلاته ﵊؛ ليَعْلَمَهَا الناس؛ وليأخذوا بها، وليتأسوا به ﵊ فيها، ومن ذلك قول أنس في هذا الحديث، يقول ﵁: «مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ أَحَدٍ أتَمَّ صَلَاةً، وَلا أَخَفَّ صَلاةً مِنَ النَّبيِّ ﵊» (٣)، يعني كانت صلاته تخفيفًا في تمام، فلم يكن يطول على الناس تطويلًا يشق عليهم، ولم يكن يعجِّل وينقر، ولكن صلاته متوسطة بين الطول المتعب وبين التقصير المخل، وهكذا ينبغي للأئمة أن يصلوا صلاة يتأسون فيها بالنبي الكريم ﵊، فيطمئنوا ويركدوا في القراءة، والركوع، والسجود، والاعتدال بعد الركوع، والاعتدال بين السجدتين، هكذا كان ﵊ إذا ركع اطمأن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، ويقول: «سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم»، يكرر ذلك،

(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
(٢) البخاري، برقم ٦٣٠، وتقدم تخريجه في شرح حديث المتن رقم ٨٦.
(٣) رواه البخاري، برقم ٧٠٨، ومسلم، برقم ٤٦٩، وتقدم تخريجه في شرح حديث المتن رقم ٩٣.

1 / 205