237

La madre de las ciudades

أم القرى

Editorial

دار الرائد العربي

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Ubicación del editor

لبنان/ بيروت

الدّين تعبث بِهِ الْأَهْوَاء وَلَا مرجع، وَتركُوا الْمُسلمين صمًّا بكمًا عميا وَلَا مرشد؟ أَلَيْسَ التّرْك قد تركُوا الأندلس مُبَادلَة. وَتركُوا الْهِنْد مساهلة، وَتركُوا الممالك الجسيمة الآسيوية للروسيين، وَتركُوا قارة إفريقيا الإسلامية للطامعين، وَتركُوا المداخلة فِي الصين كَأَنَّهُمْ الأبعدون؟ أَلَيْسَ التّرْك قد تركُوا وُفُود الملتجئين يعودون خائبين، وَتركُوا المستنصرين بهم عرضة للمنتقمين، وَتركُوا ثُلثي ملكهم طعمه للمتغلبين؟ أفما آن لَهُم أَن يستيقظوا ويصبحوا من النادمين على مَا فرطوا فِي الْقُرُون الخالية، فيتركون الْخلَافَة لأَهْلهَا وَالدّين لحماته؛ وهم يحتفظون على بَقِيَّة سلطنتهم، ويكتفون بشرف خدمَة نفس الْحَرَمَيْنِ، وَبِذَلِك يَتَّقُونَ الله فِي الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين. وَقَالَ أَيْضا: انه غير متعصب للْعَرَب، وَإِنَّمَا يرى مَالا بُد أَن يرَاهُ كل حر مدقق يتفحص الْأَمر: من أَن الْغيرَة على الدّين وَأَهله والاستعداد لتجديد عز الْإِسْلَام، منحصران فِي أهل الْمَعيشَة البدوية من الْعَرَب. إِذْ يرى أَن الْمَشِيئَة الآلهية حفظهم من تِلْكَ الْأَمْرَاض

1 / 239