182

La madre de las ciudades

أم القرى

Editorial

دار الرائد العربي

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Ubicación del editor

لبنان/ بيروت

بدينهم فيحرصون على الْقيام بمبانيه الأساسية نَحْو الصَّلَاة وَالصَّوْم، ويتجنبون مناهيه الْأَصْلِيَّة نَحْو الميسر والمسكرات. الَّذين لَا يقصرون بِنَاء قُصُور الْفَخر على عِظَام نخرها الدَّهْر، وَلَا يرضون أَن يَكُونُوا حَلقَة سَاقِطَة بَين الأسلاف والإخلاف، الَّذين يعلمُونَ انهم خلقُوا أحرارًا فيأبون الذل والأسار. الَّذين يودون أَن يموتوا كرامًا وَلَا يحيون لِئَامًا، الَّذين يجهدون أَن ينالوا حَيَاة رضية، حَيَاة قوم كل فَرد مِنْهُم سُلْطَان مُسْتَقل فِي شؤونه لَا يحكمه غير الدّين، وَشريك أَمِين لِقَوْمِهِ يقاسمهم ويقاسمونه الشَّقَاء والهناء، وَولد بار بوطنه لَا يبخل عَلَيْهِ بِجُزْء طفيف من فكره وَوَقته وَمَاله. الَّذين يحبونَ وطنهم حب من يعلم أَنه خلق من ترابه. الَّذين يعشقون الإنسانية ويعلمون أَن البشرية هِيَ الْعلم والبهيمية هِيَ الْجَهَالَة. الَّذين يعتبرون أَن خير النَّاس أنفعهم للنَّاس. الَّذين يعْرفُونَ أَن الْقنُوط وباء الآمال والتردد وباء الْأَعْمَال. الَّذين يفقهُونَ أَن الْقَضَاء وَالْقدر هما السَّعْي وَالْعَمَل. الَّذين يوقنون أَن كل مَا على الأَرْض من أثر هُوَ من عمل أمثالهم الْبشر، فَلَا يتخيلون إِلَّا الْمقدرَة وَلَا يتوقعون من الأقدار إِلَّا خيرا. وَأما الناشئة المتفرنجة فَلَا خير فيهم لأَنْفُسِهِمْ فضلا عَن أَن

1 / 184