أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب
أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب
Editorial
دار القاسم
Géneros
بعد رسول الله ﷺ -:
مرت حياة حفصة في بيت النبي ﷺ على أحب ما تشتهي وتريد وحفظت عن المصطفى ﵊ بعض أقواله الحميمة وتوجيهاته السامية فسلكت مسلكها وعملت بمقتضاها ووعاها صدرها وقلبها لما دنت ساعة الفراق. ولحق رسول الله ﷺ بالرفيق الأعلى بكته حفصة بدموع هتون وقلب محزون ولزمت دارها لا تفارقها أبدًا سوى الحج إلى بيت الله الحرام وكانت العبادة سلوكها والتصدق على الفقراء والمساكين عادتها.
في عهد الخليفتين:
وأضحت حفصة أم المؤمنين ﵂ في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر ﵄ موضع تقدير واحترام حرمتها من حرمة بيت النبوة .. حتى إن والدها الفاروق كان يعظم هذا المعنى ويقدس تلك المكانة إكرامًا ووفاءٌ للنبي الراحل إلى جوار ربه الكريم ﷺ. إضافة إلى ذلك أن بيت حفصة حجرتها ﵂ كانت مستودع ما كتب من وحي وما نزل من آيات بينات على الرقاع وألواح العظام .. تصون ذلك وتحفظه فلما شرح الله صدر أبي بكر ﵁ لجمع المصحف بإلحاح من عمر بعد أن استشرى القتل في القراء والحفظة أثناء حروب الردة خاصة يوم اليمامة كان ما عند حفصة ﵂ في جملة ما اعتمد عليه في المراجعة والضبط.
بهذا يحدثنا التاريخ وأصدق الروايات وأوثقها فكان لأم المؤمنين حفصة ﵂ من الفضل ما يضاف إلى رصيدها العظيم في العلم والإيمان والخلق والعبادة والأمانة.
1 / 8