199

Príncipes de la elocuencia

أمراء البيان

[198_2]

فأصبحوا يرجونك لأنفسهم، ويعدونك لأحداثهم ونوائبهم، وأرجو أن يوفقك الله لمحابه كما وفق لك صنعه وتوفيقه، فقد أحسنت جوار النعمة فلم تطغك ولم تزدك إلا تذللا تواضعا، فالحمد لله على ما أنالك وأبلاك وأودع فيك والسلام.

وكتب إلى عبد الله بن طاهر أيضا عن المأمون يعزله عن ديار مصر وتسليم العمل إلى إسحاق بن إبراهيم: أما بعد فإن أمير المؤمنين قد أرى تولية إسحاق ابن إبراهيم ما يتولاه من أعمال بديار مصر، وإنما هو عملك نقل منك إليك، فسلمه من يدك إلى يدك والسلام.

لما توفي طاهر بن الحسين بخراسان، وعبد الله بن طاهر في وجه نصر بن شبث، كتب إليه أحمد بن يوسف يعزيه عن نفسه:

أما بعد فإنه قد حدث من أمر الرزء العظيم بوفاة ذي اليمينين ما إلى الله عز وجل فيه المفزع والمرجع، وفيه عليه المستعان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اتباعا لأمر الله، واعتصاما بطاعته، وتسليما لنازل قضائه، ورجاء لما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه، وعند الله نحتسب مصيبتنا به. وقد كان سبق إلى القلوب عند بداهة الخبر من اللوعة، واضطلاع الفجيعة، ما كنا نخاف إحباطه من الأجر، لولا ما تدارك الله به من الذكر بما وعد أهل الصبر؛ فنسأل الله أن يرأب هذه الثلمة، ويسد هذه الحلة، بأمير المؤمنين أولا وبك ثانيا، وأن يعظم مثوبتك، ويحسن عقابك، ويخلف بك ذا اليمينين، ويعمر بك مكانه من أمير المؤمنين ومن كافة المسلمين. فأما ما يحتاج إليه من التسلية والتعزية، فإنك في فضل رأيك واتساع لبك، في حال العزة والنماء، ولم تكن تخلو من عوارض الذكر، وخواطر الفكر، فيما تعرو به الأيام من نوائبها، وتبعت به من حوادثها، وفي هذا لمن وفق له إعداد للنوازل، وتوطين الأنفس على المكاره، فلا يكون معه هلع، ولا إفراط جزع، بإذن الله، مع أن مرد كل جزع إلى سلوة، ولا ثبات عليها، فأولى بالراغب

Página 198