Príncipes de la elocuencia
أمراء البيان
Géneros
[162_2]
علبك الحجة من الدعاء لك ولمن معك، إلى الوحدانية والشريعة الحنفية، فان أبيت ففدية توجب ذمة. ومن دعوة المأمون ملك الروم إلى الإسلام تفهم عزة الأمة في عصره ، ثم حدثت أحداث في بعض بلاد الشرق وديار مضر وربيعة واليمن، فأطفأت ثائرتها ولم تتعد الأرض التي انبعثت شرارتها منها؛ قال الهمداني: وقد كانت للخلفاء فتوح، ولكنه لم يستق لأحد ما اتسق للمأمون وعبد الملك بن مروان والمعتصم بالله، إلا ان فتوح المأمون وعبد الملك كانت لمن قصد إلى ملكها، فبلغا في ذلك ما لم يبلغه أحد في الإسلام من الملوك ومن يختار كالخليفة المأمون لحماية البيضة وقيام الدولة أمثال طاهر بن الحسين، وعبد الله بن طاهر، وهرثمة ابن أعين، والفضل بن سهل، وسهل بن هارون، وعمر بن مسعدة إلى غيرهم من القواد والوزراء والكتاب والعمال، لا يلقى عمله غير النجاح، ولا يعتري سلطانه ضعف ووهن.
أتم المأمون ما بدأ به المنصور وأبوه الرشيد من ترجمة كتب الأوائل، واستجادة مهرة التراجمة لنقل الكتب التي أخذها من الروم، وندب ابن البطريق إلى الروم ليأتيه بكتاب السياسة لأرسطو الذي ألفه للإسكندر، وكان مكتوبا بالذهب المحلول، في رق مصبوغ بالفرفير، منقوطا بالفضة البيضاء المحلولة، فرجع إلى الحضرة ظافرا بالمراد، وسعى، كما قال بعون الله وبسعد أمير المؤمنين وجده، في ترجمته ونقله من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي.
وكان الرشيد بدأ بترجمة الكتب الطبية القديمة التي وجدها بأنقرة وعمورية وسائر بلاد الروم حين افتتحها؛ ولما ولى المأمون الخلافة أتم ما كان شرع فيه أبوه، فأخذ يغدق صلاته على المترجمين والفلاسفة، وربى المأمون بني شاكر محمدا وأحمد والحسن حتى صارواعلماء، فحققوا طول محيط الأرض، وكانوا يرزقون النقلة نحو خمسمائة دينار في الشهر وكان دخل محمد وحده أربعمائة ألف دينار.
Página 162