Príncipes de la elocuencia
أمراء البيان
Géneros
[137_2]
للغلام: أين الرأس؟ قال: رميت به، قال: ولم؟ قال: لم أظنك تأكله، قال: ولم ظننت ذلك؟ فوالله إني لأمقت من يرمي برجله فكيف برأسه؟ ولو لم أكره ما صنعت إلا للطيرة والفأل لكرهته، أما علمت أن الأس رئيس يتفاءل به، وفيه الحواس الخمس، ومنه يصيح الديك، ولولا صوته ما أريد، وفيه فرقه الذي يتبرك به، وعينه التي يضرب بصفائها المثل، فيقال: شراب كعين الديك؛ ودماغه عجب لوجع الكلية. ولم أر عظما قط أهش تحت الأسنان منه، وإن كان بلغ من نبلك أنك لا تأكله، فعندنا من يأكله، أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح، ومن رأس العنق؟ أنظر أين رميته، فقال: والله ما ادري، قال: أنا والله أدري، إنك رميت به والله في بطنك، فالله حسيبك.
ولما صنف سهل كتابه في البخل أهداه للحسن بن سهل واستماحه، فكتب بفساد معناك صلاح لفظك، وقد جعلنا ثواب مدحك فيه قبول قولك، فما نعطيك شيئا. والحسن بن سهل وزير المأمون كان فارسيا أيضا، ولكنه في الجود آية الآيات. وصح من شعر سهل قوله:
ولكني أبكي بعين سخية ... على جلل تبكي له عين أمثالي
فراق خليل أو شجى يستشفيني ... لخله أمر لا يقوم لها مالي
فيا كبدي حتى متى القلب موجع ... بثكل حبيب أو تعذر أفضال
وما العيش إلا أن تطول بنائل ... وإلا لقاء الأخ بالخلق العالي
ومن يقول هذا الشعر، ويقصد هذا المعنى، لا يكون من البخل على ما وصفوه. قال غولد صهير المجري: إن تمدح أبن هارون بالبخل، نزعة من نزعات الشعوبية، أراد بمدحه الحط من قدر العرب الذين جعلوا الكرم من مفاخرهم الوطنية.
طريقته في الكتابة وتآليفه:
Página 137