فأجابها تيليماخوس الحكيم، بقوله: «إذن، بالحق سأصارحك القول بكل شيء، أيها الغريب. تقول أمي إنني ابنه، ولكني لست أعرف هذا، فما من إنسان، حتى الآن، قد عرف سلسلة نسبه من تلقاء نفسه. آه، يا سيدي، ليتني كنت ابن رجل ما مبارك، قد وافته الشيخوخة ضمن ممتلكاته الخاصة، ولكن حيث إنك تسألني الآن عن نسبي، فإنني تبعا لما يقول الناس، قد انحدرت من أتعس رجل بين البشر.»
فقالت الربة، أثينا ذات العينين المتألقتين: «إذن، فمن المؤكد أن الآلهة قد عينت لك نسبا غير خامل لتنحدر منه؛ إذ أرى أن بينيلوبي
penelope
26
قد ولدتك بهذه الصورة التي أنت عليها، ولكن تعال، أخبرني عن هذا، وكن صادقا في قولك، أي وليمة هذه؟ وأي حشد هؤلاء؟ ما حاجتك إلى هذا كله، أهو حفل شراب، أم وليمة عرس؟ لأنه من الجلي أن هذه ليست وليمة قد اشترك فيها كل فرد بنصيب، يبدو لي أنهم يولمون في ساحاتك بعربدة وعجرفة بالغتين. لا بد أن المرء يغضب إذ يرى كل هذه الأعمال المخجلة، وكذلك كل رجل ذي شعور يجد نفسه وسط هؤلاء.»
فأجابها تيليماخوس العاقل، قائلا: «أيها الغريب، بما أنك تسألني حقيقة عن هذا الأمر، فاعلم أن منزلنا كان يوما ما واسع الثراء والمجد، طيلة مدة وجود ذلك الرجل بين أهله. أما الآن فإن الآلهة قد أرادت شيئا آخر بتدبيرها الشرير؛ حيث قد أرغمته على الاختفاء عن الأنظار، وحده من دون الرجال أجمعين؛ فما كنت أحزن لموته، لو أنه قتل وسط رفاقه في بلاد الطرواديين، أو لو أنه مات بين أيدي أصدقائه، عندما أشعل نار الحرب؛ عندئذ، كان جميع جيش الآخيين قد أقام له قبرا، وكان أيضا قد كسب مجدا لابنه يشرفه في الأيام المقبلة، ولكن الواقع، أن أرواح العاصفة
27
قد اكتسحته بعيدا ولم تترك أية أخبار. لقد اختفى عن البصر، وعن السمع، تاركا لي العذاب والبكاء، ولكني لست، بحال ما، أبكيه وحده؛ إذ جلبت علي الآلهة متاعب أليمة أخرى؛ فإن جميع الأمراء الذي يتولون مقاليد الحكم في الجزر - ودوليخيوم
Dulichium
وسامي
Página desconocida