هي انتقام هذا البطل من أعدائه الذين نهبوا منزله، وأراد كل واحد منهم أن يتزوج من زوجته في أثناء غيابه.
تحليل الأوديسة
الأنشودة الأولى
حول مجلس الآلهة، فيها يجتمع الآلهة ويعقدون مجلسا فيما بينهم يقررون فيه ضرورة عودة أوديسيوس إلى أهل عشيرته. وكان أوديسيوس في ذلك الوقت عند كالوبسو ربة البحر محجوزا في جزيرتها ترغمه على عدم مبارحة البلاد؛ لأنها كلفت به وأحبته حبا جما؛ وبناء على هذا القرار ترسل الآلهة الربة أثينا إلى تيليماخوس غير أنها تخاف لو ذهبت كما هي أن يتعرف عليها تيليماخوس؛ ومن ثم تتنكر وتذهب في صورة مينتيس
Mentes
حاكم جزيرة تافوس وتقابله في الجزيرة التي كان أبوه ملكا عليها وهي إيثاكا، وتتحدث معه حديثا وديا للغاية يظهر خلاله تيليماخوس ما اتصف به من أدب جم ولطف كثير. كانت هذه المحادثة تصطبغ بحسن الأدب والذوق والتربية العالية من الطرفين.
استقبل تليماخوس الربة أثينا استقبالا وديا. وأشارت عليه بأن يذهب للبحث عن أبيه، ووضع حد لعبث هؤلاء الأمراء والزعماء الذين أسرفوا في النهب والسلب والذين تمادوا في جسارتهم حتى تقدموا بطلب يد أمه بينيلوبي، وبعدئذ تطير أثينا كأحد طيور البحر وتختفي.
يستريح تيليماخوس لهذه النصيحة ويتشجع ويذهب إلى مجلس الأمراء وكانوا يمدون أمامهم سماطا عظيما عليه كل ما لذ وطاب من مأكل ومشرب ويتمتعون بغناء شاعر منشد اسمه فيميوس
؛ عندئذ يوجه إليهم تيليماخوس كلاما شديدا بلهجة الآمر الناهي صاحب السلطة والسيادة في الجزيرة والقصر؛ لأنه ابن البطل أوديسيوس، فيتهجم عليه شخص اسمه أنتينوس
Antinous ، ويتعرض له وينكر عليه الحق في أن يكون ملكا على جزيرة إيثاكا، كما ينكر عليه أية مقدرة في الاضطلاع بمهام الملك؛ لأنه طفل صغير، ولكن تيليماخوس لا يهتم بهذا الكلام الذي كله قحة وخروج عن الأدب والذوق السليم، ثم ينذرهم إنذارا فيه سلطة شخص يريد أن يظهر شخصيته، ومضمون هذا الإنذار ذلك أنه سيواجههم في اليوم التالي، وسيطلب منهم مطلبا عادلا في نظره وذلك أمام المجلس الذي سيعقده الشعب، سيطلب منهم مغادرة قصر أبيه.
Página desconocida