171

La Odisea

الأوديسة

Géneros

قال هذا، فسر أوديسيوس العظيم، البالغ التحمل وتوسل إليه قائلا: «أبتاه زوس، فلتحقق كل ما قاله ألكينوس. وعلى ذلك لا تخمد صيته فوق الأرض، مانحة الغلال، ولتجعلني أصل إلى وطني.»

الجميع ينامون وكذا أوديسيوس

هكذا تكلم كل منهما إلى الآخر، وأمرت أريتي البيضاء الساعدين، وصيفاتها بإعداد فراش تحت سقف الرواق، وبأن يضعن فوقه ملاءات جميلة من الأرجوان، وفوقها أغطية، ومن فوق هذه عباءات من الصوف يلبسنها. وهكذا خرجن من الساحة، يحملن المشاعل في أيديهن. ولما أعددن الفراش الفاخر، استدعين أوديسيوس وقلن له: «انهض الآن، أيها الغريب، كي تذهب إلى راحتك؛ فقد أعد فراشك.»

ما إن سمع أوديسيوس كلامهن، حتى رحب بالنوم؛ ومن ثم رقد أوديسيوس العظيم، الكثير المعاناة، فوق الفراش المكون من الحبال المشدودة تحت الرواق المدوي. بينما رقد ألكينوس في مخدعه الداخلي بالقصر الباذخ، ورقدت إلى جواره السيدة زوجه، التي أعدت الفراش.

الأنشودة الثامنة

ألكينوس يخطب في حشد الفياكيين

ما إن بزغ الفجر الوردي الأنامل مبكرا في أفق السماء، حتى نهض ألكينوس القوي العتيد من مخدعه، كما استيقظ أيضا أوديسيوس سليل زوس، ومخرب المدن. وتقدم ألكينوس، القوي العتيد، يقود ضيفه إلى مكان اجتماع الفياكيين، الذي كان قد بني لهم بالقرب من سفنهم، فبلغا المكان، وجلسا فوق الأحجار المصقولة، كل منهما بقرب الآخر، بينما انطلقت بالاس أثينا، تسير خلال المدينة، في صورة رسول ألكينوس الحكيم، تدبر أمر عودة أوديسيوس الجسور، فكانت تقترب من كل رجل وتقول له: «هيا الآن، يا قادة ومستشاري الفياكيين، هلموا إلى مكان الاجتماع، حتى تعرفوا خبر الغريب الذي جاء حديثا إلى قصر ألكينوس الحكيم، بعد تجواله عبر البحر، وفي صورة أشبه بالخالدين.»

وأمسك بجلة أكبر وأغلظ من سائر الجلل.

هكذا كانت تقول، فأثارت روح وقلب كل رجل، وما هي إلا فترة قصيرة حتى عج مكان الحشد، وامتلأت المقاعد بالرجال الذين اجتمعوا هناك. وقد عجب كثيرون من منظر ابن لايرتيس الحكيم؛ إذ سكبت أثينا على رأسه ومنكبيه جمالا رائعا عجيبا، كما جعلته يبدو أطول وأقوى أمام ناظر الرائين، كي يرحب برؤيته سائر الفياكيين، ويحظى باحترامهم وتوقيرهم، وكي يستطيع إنجاز الأعمال الجسيمة العديدة التي اختبره بها الفياكيون. وبعد أن احتشدوا، واجتمعوا معا، قام ألكينوس في وسطهم، وخاطب جمعهم بقوله: «أصغوا إلي، يا قادة ومستشاري الفياكيين، حتى ألقي على مسامعكم ما يأمرني به قلبي من وسط صدري. قدم إلى قصري هذا الغريب - ولست أدري من هو - ضمن تجوالاته، سواء أكان من أقوام الشرق ، أو من سكان الغرب. إنه يرجوني في أن أبعث به إلى وطنه، ويلح في التوسل. هيا من جانبنا، كما هي عادتنا منذ غابر الأزمان، أن نسرع في إرساله؛ فما من رجل، أيا كان، ممن يأتون إلى قصري، يبقى هنا حزينا لمدة طويلة، من جراء عدم إجابة طلبه في العودة إلى بلده. هلموا بنا، ننزل سفينة سوداء إلى البحر اللامع؛ لتقوم بأول رحلاتها، ولينتخب الرجال من بينهم اثنين وخمسين شابا، من خيرة القوم نشاطا وقوة. وبعد أن تعدوا المجاذيف كما يجب في فتحاتها،

1

Página desconocida