155

La Odisea

الأوديسة

Géneros

3

ذات الجمال البارع الفتان، ابنة ألكينوس الباسل، أشبه ما تكون بالربات الخالدات، هيئة وحسنا وروعة، وكانت تنام بالقرب منها خادمتان فاتنتان، وهبتهما الجمال ربات الحسن

Graces ؛ كل واحدة منهما إلى أحد جانبي قائم باب مخدع الأميرة، وكانت الأبواب المصقولة مغلقة.

بيد أن الربة نفذت إلى مخدع الأميرة العذراء، كهبة من الهواء، ووقفت إلى جانب رأسها من فوق، وتحدثت إليها في صورة ابنة دوماس

Dymas ،

4

الذائع الصيت بسفنه، وكانت ابنته فتاة في نفس سن ناوسيكا، ومن المقربات إلى قلبها. وبعد أن اتخذت الربة صورتها، تحدثت أثينا البراقة العينين، إليها بقولها: «يا ناوسيكا، كيف أنجبتك أمك فتاة مستهترة، عديمة الاكتراث بشيء؟ إن ثوبك البراق ملقى بإهمال، مع أنك على أبواب الزواج، وستجدين نفسك مضطرة إلى ارتداء أجمل ثيابك، كما يجب أن تلبسي تابعاتك ثيابا جميلة أيضا. إن مثل هذه الأمور، كما تعلمين، مصدر ذيوع الصيت الجميل بين الناس، كما تشرح صدر الأب والأم المبجلة. هيا يا فتاتي، تعالي، هلم بنا عند مطلع الفجر ننطلق لنغسل الملابس، وسأكون في صحبتك لأساعدك، حتى تستطيعي تجهيز نفسك بسرعة؛ فإنك لن تظلي عذراء طويلا. وها هم مغازلوك كثيرون في طول البلاد وعرضها، من أشرف سائر الفياكيين الذين تنحدر منهم سلسلة نسبك. هيا، أيقظي أباك النبيل مبكرا هذا الصباح، كي يعد لك العربة والبغال، لتحمل الأحزمة والأثواب والأغطية الزاهية. كما أنه لا يليق بك أن تذهبي ماشية على قدميك؛ لأن أحواض الغسيل نائية جدا عن المدينة.»

ما إن قالت الربة، أثينا البراقة العينين، ذلك الكلام، حتى انطلقت عائدة إلى أوليمبوس موطن الآلهة، الذي يقولون إنه راسخ في موضعه إلى الأبد، فلا تهزه الرياح، ولا تبلله الأمطار، ولا يسقط الثلج فوقه، بل يحيط به الهواء صافيا، خاليا من الغيوم والسحب، ويلفه سناء لآلاء ، يمرح فيه الآلهة المباركون طيلة أيامهم، فإلى هناك ذهبت الربة المتألقة العينين بعد أن أفضت إلى الفتاة بكامل أقوالها.

ناوسيكا تعمل بمشورة أثينا

سرعان ما انبثق الفجر الجميل العرش، وأيقظ ناوسيكا الجميلة الهندام، فتذكرت حلمها في الحال، وعجبت منه فانطلقت وسط القصر لتخبر أبويها؛ والدها العزيز وأمها، فوجدتهما هناك داخل البيت. كانت أمها جالسة أمام الوطيس مع خادماتها، تغزل صوفا أرجواني اللون. أما أبوها فقد التقت به وهو في طريقه إلى المجلس ليجتمع بالملوك الأمجاد، حيث قد استدعاه الفياكيون، فاقتربت من أبيها العزيز وابتدرته بقولها: «أبتاه العزيز، ألا يمكن أن تعد لي عربة، متينة، عالية العجلات، لأذهب إلى النهر كي أغسل ثوبي الملقى هنا قذرا؟ وإنه لأليق بك أيضا وأنت بين الأمراء في المجلس أن تكون ملابسك نظيفة، كما أن لك خمسة أبناء يعيشون في ساحاتك - منهما اثنان متزوجان، وثلاثة عزب أقوياء - فهؤلاء يرغبون دائما في ارتداء أنظف الثياب المغسولة حديثا، عندما يذهبون إلى المراقص. إذن وجب علي أن أفكر في إعداد كل ذلك.»

Página desconocida