Escritores árabes en las eras abasíes
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Géneros
وكان الحسن بن وهب قد ولاه بريد الموصل، فأقام أقل من سنتين ومات بها؛ فبنى عليه أبو نهشل بن حميد الطوسي قبة خارج باب الميدان على حافة الخندق، وأراد بذلك أن يبالغ في إكرامه بعد وفاته؛ لما له من المراثي البليغة في أبيه.
83
صفاته وأخلاقه
كان مديدا، أسمر اللون، يتمتم إذا تكلم لحبسة في لسانه، ولا يحسن الإنشاد؛ فكان غلامه الفتح ينشد شعره عنه. وكان قوي الحافظة، قيل إنه حفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصائد.
ومما يروى عنه أنه كان يوما في مجلس أبي سعيد الطائي،
84
فدخل البحتري - وهو فتى - وامتدح أبا سعيد بقصيدة؛ فحفظ أبو تمام أكثرها وادعاها وقال إن البحتري انتحلها، فصدق أبو سعيد كلامه لمكانته في الشعر، ووبخ البحتري لمدحه إياه بشعر مسروق؛ فخجل البحتري. فلما رأى أبو تمام ذلك قال: «الشعر لك يا بني، والله ما قلته قط ولا سمعت به إلا منك، ولكنني ظننت أنك تهاونت بموضعي، فأقدمت على الإنشاد بحضرتي من غير معرفة كانت بيننا، تريد مضاهاتي ومكاثرتي، حتى عرفني الأمير نسبك وموضعك ، ولوددت ألا تلد طائية إلا مثلك.»
85
وهذه الرواية لا تقتصر على إظهار قوة الحافظة في الشاعر، بل تظهر أيضا عصبيته في بني طيء، واعتداده بشاعريته، وهذا الاعتداد جعله يتحامى الدنايا، ويأبى التذلل إذا مدح، ويحدثنا صاحب «الأغاني» أن أبا تمام مدح عبد الله بن طاهر وهو على خراسان فنثر عليه ألف دينار؛ فلم يمسسها بيده ترفعا عنها، فالتقطها الغلمان.
وكان فطنا حاضر البديهة، كريم الأخلاق، كثير المروءة، ولطالما استخدم نفوذه وشعره لمساعدة من يلوذ به ويعتمد عليه.
Página desconocida