Escritores árabes en las eras abasíes
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Géneros
عرفنا في كلامنا على صدر الإسلام أن الدولة الأموية قامت على كره من الأنصار ومن القرشيين أنسبائها؛ فناوءوها جميعا، وخصوصا بعد أن نبذت الشورى في الخلافة، وجعلتها ملكا عضوضا.
ثم نشأت الأحزاب السياسية، فكانت بعض الأسباب القوية التي أودت بملك بني أمية فتركته أثرا بعد عين؛ فإن قيام الزبيريين في الحجاز، والخوارج في الجزيرة، والشيعيين في العراق، فت في ساعد الأمويين، وجعل مملكتهم دريئة للثورات والدسائس، حتى إذا تبين الضعف عليها طمع فيها الخصوم، فقاموا يكيدون لها في السر والعلانية.
ولم يكن زوال الحزب الزبيري ليرد الراحة على بني أمية، والشيعيون والخوارج أيقاظ لا تنام لهم عين، والشعوبية يدسون للعرش، ويتحينون الفرص لدكه من أساسه. (2) الشعوبية
حمل الفتح الإسلامي للعرب شعوبا كثيرة دانت لهم فبسطوا سلطانهم عليها، وأثقلوا كواهلها جزية وخراجا، واستاقوا منها الأسرى والسبايا؛ فاستعبدوهم وأذلوهم، ثم أطلقوا على من أعتق منهم لقب الموالي.
1
على أن هذه الشعوب الموتورة لم تكن لتنام على الضيم طويلا، وفيها أمم عريقة في حضارتها، عادية في استقلالها، تأبى الخنوع لقوم غزاة خرجوا من صدر البادية حفاة عراة، فكسحوا الشرق والغرب بسنابك خيولهم، وأفادوا من فتوحاتهم مالا وافرا؛ فأيسروا بعد فقر، وأترفوا بعد شظف وخشونة.
فأسلم كثير من هذه الشعوب المغلوبة رجاء أن يجدوا في إسلامهم نصفا ومساواة، ولكن العرب الفاتحين أسكرتهم نشوة النصر، وأخذتهم عزة السلطان بعد أن أخضعوا مملكة فارس، واقتطعوا جزءا كبيرا من بلاد الروم، فباتوا ينظرون إلى كل عجمي نظرة ازدراء واحتقار، وحق لهم أن يعتزوا ببطشهم؛ فقد كان العالم يومئذ مشطورا بين كسرى وقيصر، فجمعوا إليهم شطريه؛ فزلزل الإيوان، وتقلص ظل الروم.
فلذلك لم يجد الذين أسلموا من الأعاجم ما كانوا يرجون من كرامة وإنصاف، مع أن فيهم من حسن إسلامهم، وفيهم من أتقنوا اللغة العربية وبرعوا فيها فخرج منهم الكتاب والشعراء، وتبحروا في العلوم الدينية فكان منهم الفقهاء والمحدثون، وتولى بعضهم الخطط العالية كالقضاء والحجابة،
2
فأمضهم أن يهونوا على العربي، فيأنف أن يزوجهم بناته، وهو لا يتورع من التسري والاستمتاع بنسائهم، وساءهم أن يروا من خلفاء بني أمية إيثارا للعرب، وتعصبا على العجم؛ فقد كان المولى يساق إلى الحرب ماشيا، لا يعطى غنيمة ولا فيئا، فلا غرو أن يتولد في نفسه كره شديد للعربي ، ويتمنى زوال ملكه، ويكيد للعرش الأموي تخلصا من جوره واستبداده.
Página desconocida