300

Escritores árabes en las eras abasíes

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Géneros

وكان من ذوي اليسار، قيل كان له فيها ثمانية عشر ألف نخلة. ورغب في العلم مع وافر ثروته، فجاء البصرة ، وطلبه على علمائها، وسكن فيها بمحلة بني حرام، وهي قبيلة قحطانية، فقيل له الحرامي. وما زال يجالس العلماء، ويشهد حلقات الأدب، حتى برع في الشعر والترسل، واستبحر في اللغة وآدابها، وحذق الفقه، وتضلع من الفرائض، فأكب على التصنيف حتى وافاه أجله، وقد وطئ السبعين. وكانت وفاته بالبصرة، وخلف ولدين هما نجم الدين عبد الله، وضياء الإسلام عبيد الله قاضي قضاة البصرة.

صفاته وأخلاقه

ذكر صاحب معاهد التنصيص أن الحريري كان قذرا في نفسه، وشكله ولبسه، قصيرا، دميما، بخيلا، مولعا بنتف لحيته؛ فنهاه أمير البصرة، وتوعده على ذلك، وكان كثير المجالسة له، فبقي كالمقيد لا يتجاسر أن يعبث بلحيته. فتكلم في بعض الأيام بكلام أعجب الأمير، فقال له: «سلني شيئا حتى أعطيك.» فقال: «تقطعني لحيتي.» قال: «قد فعلت.» وقال ابن خلكان: «إنه كان دميما قبيح المنظر، فجاءه شخص غريب يزوره ويأخذ عنه شيئا، فلما رآه استزرى شكله، ففهم الحريري ذلك منه، فلما التمس منه أن يملي عليه، قال له اكتب:

ما أنت أول سار غره قمر

ورائد أعجبته خضرة الدمن

2

فاختر لنفسك غيري إنني رجل

مثل المعيدي، فاسمع بي ولا ترني

3

فخجل الرجل منه، وانصرف.

Página desconocida