Escritores árabes en las eras abasíes
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Géneros
وعني الشعراء بوصف الصيد والكلاب والجوارح، واتخذوا لذلك بحر الرجز؛ لسهولته ولينه وحسن مؤاتاته في الوصف، وكان هذا الفن قد ضعف في صدر الإسلام؛ لاشتغال الناس بالحروب عن الصيد واللهو، فلما قامت الدولة العباسية وتوطدت أركانها، واطمأن الخلفاء إلى ملكهم، ووفرت لهم أسباب اللهو والترف، أولعوا بالصيد، فصرفوا له وقتا غير قليل من حياتهم الخاصة، وأولع الناس به اقتداء بملوكهم؛ فأولع الشعراء بوصفه، فاستعاد هذا الفن سابق عزه في الجاهلية، ولكن الشعراء العباسيين كانوا متأثرين بحضارة الفرس وما فيها من جديد، فأمعنوا في وصف الكلاب والجوارح والديك والفهد، بخلاف الشاعر الجاهلي فإنه كان يجعل همته في وصف جواده الذي ينطلق به في أثر الحمر الوحشية. (5-11) الفن التعليمي
لن تجد في هذا الشعر ما يروقك؛ لأنه غث بارد، اصطنعه أصحابه لنظم أنواع شتى من العلوم؛ تسهيلا لحفظها بعد أن أصبح الإقبال على العلم عظيما.
والناظم في هذا الفن لا يسمو بنفسه إلى الخلق والإبداع، فالأفكار ماثلة أمامه فما عليه إلا أن يجمعها في كلام موزون مقفى، خال من الروعة والرونق، وليس في هذا كبير أمر على من يحسن النظم.
وأول من طلب هذا الفن أبو الفضل سهل بن نوبخت من خدم المنصور والمهدي، فإنه نظم كتاب كليلة ودمنة، ثم تلاه أبان بن عبد الحميد اللاحقي شاعر البرامكة، فنظم فنونا مختلفة من العلوم، منها كتاب كليلة ودمنة، قدمه لآل برمك ليحفظوه، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل بن يحيى خمسة آلاف دينار، ولم يعطه جعفر شيئا وقال له: «يكفيك أن أحفظه فأكون راويتك.» قال في مستهله:
هذا كتاب كذب ومحنه
وهو الذي يدعى كليلة دمنه
فيه دلالات وفيه رشد
وهو كتاب وضعته الهند
فوصفوا آداب كل عالم
حكاية عن ألسن البهائم
Página desconocida