الصوفية من مؤاخذة المصائب، وفي الإنجيل أصول تلك الأحكام، والإعلام بأن المقصود بها ليست هي، بل ما وراءها من أمر الملكوت.
وفي القرآن منها ما شاء الله مما يظهره العلم والحكمة الملكوتية.
وفي الزبور تطريب الخلق وحداهم عن أنفسهم إلى ربهم. وفي القرآن منه ما شاء الله مما تظهره الموعظة الحسنة.
ثم أنهى الأمر والخلق من جميع وجوهه فصار قرآنا جامعا للكل، متمما للنعمة، مكملا للدين: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ الآية "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾.
ووجه فوت أم القرآن للقرآن أن القرآن مقصود تنزيله التفصيل، والجوامع فيه نجوم مبثوثة غير منتظمة واحدة إثر واحدة، والجوامع في أم القرآن منتظمة، واحدة بعد واحدة، إلى تمام السبع، على وفاء لامزيد عليه، ولانقص عنه، أظهر تعالى بما له سورة صورة تجليه، من بدء الملك إلى ختم الحمد، وبما لعبده سورة صورة باديه من براءته من الضلال، إلى هدي الصراط المستقيم. ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [وبما بينه وبينه قيام ذات
1 / 51