Tópica para Aristóteles
طوپيقا لأرسطوطاليس
Géneros
وبعد ذلك فإن المبطل ينظر إن كان وصف الخاصة فى الزمان الحاضر من غير أن يشترط أنه وصف الخاصة فى الزمان الحاضر، فإن الخاصة إذا وصفت هكذا لم تكن موضوعة على ما يجب: أما أولا فلأن كل ما كان على خلاف العادة فيحتاج إلى شريطة. وقد جرت عادة الجميع فى أكثر الأمر أن يضعوا الخاصة اللازمة دائما. وثانيا فإن من لم يشترط فليس يعلم من أمره أنه أراد أن يضع الخاصة فى الزمان الحاضر. فليس ينبغى إذن أن يبحث بحثا يستحق العتب — مثال ذلك أنه لما كان من وضع خاصة إنسان ما أنه جالس مع إنسان ما فإنما وضع خاصة فى الزمان الحاضر، لم يصف الخاصة على مايجب عند ما لم يشترط الزمان الحاضر فى قوله. — فأما المصحح فينظر إن كان إذا وصف الخاصة فى الزمان الحاضر اشترط أنه إنما وضع الخاصة فى الزمان الحاضر، فإن بهذا الوجه تكون الخاصة موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أنه لما كان من قال خاصة إنسان ما إنه يمشى فى موضع كذا، فاشترط ما وضعه، صارت الخاصة لذلك موضوعة على ما يجب.
وبعد ذلك فإن المبطل ينظر إن كان وصف الخاصة التى فى الظاهر أنها ليست توجد بجهة من الجهات إلا بالحس، فإنها ليست تكون موضوعة على ما يجب. وذلك أن كل محسوس إذا صار خارجا عن الحس صار غامضا ولا يتبين إن كان موجودا بعد، من قبل أنه إنما يعرف بالحاسة التى تخصه فقط. وإنما يصدق هذا فيما ليس يلزم من الاضطرار دائما — مثال ذلك أنه لما كان من وضع خاصة الشمس أنها الكوكب الذى يتحرك فوق الأرض وهو أضوأ الكواكب، فقد استعمل فى الخاصة الحركة فوق الأرض التى إنما تعرف بالحس، فلم يضع هذه الخاصة للشمس على مايجب، لأنه ليس يعلم إذا غابت الشمس إن كانت تتحرك فوق الأرض لقصور حسنا عنها فى ذلك الوقت.
فأما المصحح فينظر إن كان وصف الخاصة التى ليست ظاهرة للحس أو التى وإن كانت محسوسة يكون وجودها يبين من الاضطرار، فإن الخاصة على هذا الوجه تكون موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أنه لما كان من وضع خاصة البسيط أنه الملون أولا قد استعمل شيئا محسوسا، أعنى قوله: ملون ؛ ووجوده ظاهر أبدا، صارت خاصة السطح بهذا موضوعة على ما يجب.
Página 596