إن بعض مصالح الفرنسيين لا تندمج ضرورة وحتما ضمن مصالح فرنسا.
وينبغي تخليص السلطات العامة مما تنوء بثقله من عبء شرذمة من أوروبيين حديثي النعمة يستخدمونها لمصالحهم الخاصة الفاحشة وحدها.
وينبغي تشجيع أصحاب تلك السلطات على عدم الرضوخ لذلك الإكراه الذي يتحمله بعض الموظفين عن طيب نفس مستخفين بواجباتهم، فيصبحون شركاء في الإجرام طواعية أو عن غير إرادة منهم.
وبما أن الجالية الفرنسية مؤلفة من أناس ابتدائيين لا يسمون إلى التفكير السياسي الصحيح، بل يعملون مندفعين بغرائزهم؛ فإنها كانت حجر عثرة في سبيل كل رقي بشري حقيقي وكل عدالة، فلم يفهموا إلا شيئا واحدا: وهو أن البلاد التونسية ملك لهم يتصرفون فيه لفائدتهم، فأعجزوا كل مقيم عام، وقد فهم عقليتهم المقيم العام ألابيتيت
Alapetite
الذي وجد منهم معارضة شديدة ومقاومة لا تهدأ، فلم يجد وسيلة لإجبارهم على دفع بعض الضرائب الطفيفة إلا بوضع المشكلة أمام البرلمان الفرنسي وإلقاء خطاب فيه (1912) قال فيه: إن رأي الجالية الفرنسية في كيفية الحكم بتونس بسيطة واضحة، كل الواجبات على التونسيين وجميع الحقوق للفرنسيين! كل الضرائب على التونسيين وإعفاء الفرنسيين منها!
وقد حلل رئيس الوزارة الفرنسية المشهور بفكرته الاستعمارية جول فيري
Jules Ferry
عقلية المستعمرين في كتابه الحكم في الجزائر
Le gouvernement de l’Algérie
Página desconocida