La Purificación
الطهور للقاسم بن سلام
Editorial
مكتبة الصحابة،جدة - الشرفية،مكتبة التابعين
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
Ubicación del editor
سليم الأول - الزيتون
Géneros
moderno
٢٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَرَأَيْتَ السُّورَةَ مِنَ الْحَوْضِ، تَصْدُرُ عَنْهَا الْإِبِلُ، وَتَرِدُهَا السِّبَاعُ، وَتَلِغُ فِيهَا الْكِلَابُ، وَيَشْرَبُ مِنْهَا الْحِمَارُ، فَهَلْ أَتَطَهَّرُ مِنْهُ؟، قَالَ: «لَا يُحَرِّمُ الْمَاءَ شَيْءٌ»
٢٢٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: ⦗٢٨٦⦘ قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: يَنْتَهِي أَحَدُنَا إِلَى الْغَدِيرِ، وَقَدْ وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، وَيَشْرَبُ مِنْهُ الْحِمَارُ أَنَشْرَبُ مِنْهُ وَنَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: «أَيَنْتَظِرُ أَحَدُنَا إِذْا انْتَهَى إِلَى الْغَدِيرِ، حَتَّى يَسْأَلَ عَنْ أَيِّ كَلْبٍ وَلَغَ فِيهِ، وَأَيِّ حِمَارٍ شَرِبَ مِنْهُ؟» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ، فَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، لَا يَرَوْنَ بِسُؤْرِهَا بَأْسًا. وَأَمَّا سُفْيَانُ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ حُجَّةٌ: فَمَذْهَبُ الْكَارِهِينَ، فِيمَا أَحْسِبُ، مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ لُحُومِهَا، فَرَأَوْا أَنَّهَا أَنْجَاسٌ لِذَلِكَ. ⦗٢٨٧⦘ وَمَعَ هَذَا أَيْضًا: إِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْهُ قَدْ غَلَّظَ سُؤْرَ الْكَلْبِ، الَّذِي يُنْتَفَعُ بِهِ لِلصَّيْدِ وَالْمَاشِيَةِ، حَتَّى أَوْجَبَ فِيهِ سَبْعًا، كَانَ سَائِرُ السِّبَاعِ بِالنَّجَاسَةِ عِنْدَهُمْ أَحْرَى قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسِبُ حُجَّةَ الْمُتَرَخِّصِينَ فِيهِ: تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ: قَوْلُهُ ﷿: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا﴾ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ ﵂، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَحْتَجَّانِ بِهَا إِذَا سُئِلَا عَنْ لُحُومِهَا. وَأَحْسِبُهُمْ، مَعَ هَذَا، لَمَّا عَلِمُوا أَنَّ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سُؤْرِ الْهِرَّةِ، وَاضِعًا الْإِنَاءَ لَهَا، كَانَ سَائِرُ السِّبَاعِ عِنْدَهُمْ فِي السَّعَةِ مِثْلَهَا. فَهَذَانِ وَجْهَانِ مُتَضَادَّانِ، وَإِنَّ الَّذِي عِنْدَنَا فِي أَسَآرِ السِّبَاعِ، أَنِّي لَا أَرَى أَنْ أَجْعَلَهَا قِيَاسًا عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الْمَذْهَبَيْنِ، لِأَنَّهُمَا شَيْئَانِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُخْتَلِفَانِ فِي الْكَلْبِ وَالْهِرِّ، فَمَنْ مَالَ إِلَى إِحْدَيْهِمَا كَانَ هَاجِرًا لِلْأُخْرَى، وَلَيْسَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَقُّ بِالِاتِّبَاعِ مِنْ صَاحِبَتِهَا، وَلَكِنَّ الَّذِي أَخْتَارُ فِي أَسْآرِهِمَا، لَمْ يَأْتِنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهَا تَحْلِيلٌ وَلَا تَحْرِيمٌ، أَنْ يَكُونَ سَبِيلُهَا سَبِيلَ مَا يُخْتَلَفُ فِيهِ، أَنْ نَجْتَنِبَ التَّطَهُّرَ بِهَا، عَلَى وَجْهِ الثِّقَةِ: الْأَخْذُ بِالْحَيْطَةِ، مَا وَجَدَ صَاحِبُهَا مِنْهَا بُدًّا، وَعَنْهَا غِنًى، فَإِنِ اضْطُرَّ إِلَيْهَا، وَلَمْ يَجِدْ غَيْرَهَا، كَانَ طَهُورُهُ بِهِ عَنْهُ جَازِيًا، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ تَامَّةً، لَا أَعْلَمُ فِي السِّبَاعِ وَجْهًا أَدْنَى إِلَى الْقَصْدِ وَالسَّلَامَةِ مِنْهُ، وَلَيْسَ يَدْخُلُ الْكَلْبُ وَالْهِرُّ فِي ⦗٢٨٨⦘ شَيْءٍ مِنْهَا، لِأَنَّ ذَيْنَكَ قَدْ خَصَّتْهُمَا السُّنَّةُ بِشَيْءٍ، وَفَرَّقَتْ بَيْنَهُمَا، فَنَحْنُ عَلَيْهَا فِيهِمَا. وَيَكُونُ فِي الْوَجْهِ الثَّالِثِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ مِنْ هَذِهِ السِّبَاعِ عَلَى مَا اقْتَصَصْنَا، وَتَسْتَوِي عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ وَحْشِيُّهَا وَقَنِيُّهَا، فَالْوَحْشِيَّةُ مِنْهَا: الْأَسَدُ وَالنِّمَارُ وَالذِّئَابُ وَالثَّعَالِبُ، وَالْقَنِيَّةُ: الْفُهُودُ الَّتِي تُتَّخَذُ لِلصَّيْدِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الطَّيْرِ، مِثْلُ الصُّقُورِ وَالْبَزَاةِ وَالْعُقْبَانِ
٢٢٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: ⦗٢٨٦⦘ قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: يَنْتَهِي أَحَدُنَا إِلَى الْغَدِيرِ، وَقَدْ وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، وَيَشْرَبُ مِنْهُ الْحِمَارُ أَنَشْرَبُ مِنْهُ وَنَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: «أَيَنْتَظِرُ أَحَدُنَا إِذْا انْتَهَى إِلَى الْغَدِيرِ، حَتَّى يَسْأَلَ عَنْ أَيِّ كَلْبٍ وَلَغَ فِيهِ، وَأَيِّ حِمَارٍ شَرِبَ مِنْهُ؟» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ، فَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، لَا يَرَوْنَ بِسُؤْرِهَا بَأْسًا. وَأَمَّا سُفْيَانُ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، فَإِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ حُجَّةٌ: فَمَذْهَبُ الْكَارِهِينَ، فِيمَا أَحْسِبُ، مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ لُحُومِهَا، فَرَأَوْا أَنَّهَا أَنْجَاسٌ لِذَلِكَ. ⦗٢٨٧⦘ وَمَعَ هَذَا أَيْضًا: إِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْهُ قَدْ غَلَّظَ سُؤْرَ الْكَلْبِ، الَّذِي يُنْتَفَعُ بِهِ لِلصَّيْدِ وَالْمَاشِيَةِ، حَتَّى أَوْجَبَ فِيهِ سَبْعًا، كَانَ سَائِرُ السِّبَاعِ بِالنَّجَاسَةِ عِنْدَهُمْ أَحْرَى قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسِبُ حُجَّةَ الْمُتَرَخِّصِينَ فِيهِ: تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ: قَوْلُهُ ﷿: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا﴾ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ ﵂، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَحْتَجَّانِ بِهَا إِذَا سُئِلَا عَنْ لُحُومِهَا. وَأَحْسِبُهُمْ، مَعَ هَذَا، لَمَّا عَلِمُوا أَنَّ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سُؤْرِ الْهِرَّةِ، وَاضِعًا الْإِنَاءَ لَهَا، كَانَ سَائِرُ السِّبَاعِ عِنْدَهُمْ فِي السَّعَةِ مِثْلَهَا. فَهَذَانِ وَجْهَانِ مُتَضَادَّانِ، وَإِنَّ الَّذِي عِنْدَنَا فِي أَسَآرِ السِّبَاعِ، أَنِّي لَا أَرَى أَنْ أَجْعَلَهَا قِيَاسًا عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الْمَذْهَبَيْنِ، لِأَنَّهُمَا شَيْئَانِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُخْتَلِفَانِ فِي الْكَلْبِ وَالْهِرِّ، فَمَنْ مَالَ إِلَى إِحْدَيْهِمَا كَانَ هَاجِرًا لِلْأُخْرَى، وَلَيْسَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَقُّ بِالِاتِّبَاعِ مِنْ صَاحِبَتِهَا، وَلَكِنَّ الَّذِي أَخْتَارُ فِي أَسْآرِهِمَا، لَمْ يَأْتِنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهَا تَحْلِيلٌ وَلَا تَحْرِيمٌ، أَنْ يَكُونَ سَبِيلُهَا سَبِيلَ مَا يُخْتَلَفُ فِيهِ، أَنْ نَجْتَنِبَ التَّطَهُّرَ بِهَا، عَلَى وَجْهِ الثِّقَةِ: الْأَخْذُ بِالْحَيْطَةِ، مَا وَجَدَ صَاحِبُهَا مِنْهَا بُدًّا، وَعَنْهَا غِنًى، فَإِنِ اضْطُرَّ إِلَيْهَا، وَلَمْ يَجِدْ غَيْرَهَا، كَانَ طَهُورُهُ بِهِ عَنْهُ جَازِيًا، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ تَامَّةً، لَا أَعْلَمُ فِي السِّبَاعِ وَجْهًا أَدْنَى إِلَى الْقَصْدِ وَالسَّلَامَةِ مِنْهُ، وَلَيْسَ يَدْخُلُ الْكَلْبُ وَالْهِرُّ فِي ⦗٢٨٨⦘ شَيْءٍ مِنْهَا، لِأَنَّ ذَيْنَكَ قَدْ خَصَّتْهُمَا السُّنَّةُ بِشَيْءٍ، وَفَرَّقَتْ بَيْنَهُمَا، فَنَحْنُ عَلَيْهَا فِيهِمَا. وَيَكُونُ فِي الْوَجْهِ الثَّالِثِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ مِنْ هَذِهِ السِّبَاعِ عَلَى مَا اقْتَصَصْنَا، وَتَسْتَوِي عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ وَحْشِيُّهَا وَقَنِيُّهَا، فَالْوَحْشِيَّةُ مِنْهَا: الْأَسَدُ وَالنِّمَارُ وَالذِّئَابُ وَالثَّعَالِبُ، وَالْقَنِيَّةُ: الْفُهُودُ الَّتِي تُتَّخَذُ لِلصَّيْدِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الطَّيْرِ، مِثْلُ الصُّقُورِ وَالْبَزَاةِ وَالْعُقْبَانِ
1 / 285