وأما أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي البغل فكان بفارس، وكتب المحسن إلى جعفر بن محمد العامل هناك بالقبض عليه وعلى زيد بن إبراهيم عامل كرمان، ومصادرتهما على مال حده له، فإن أذعنا وإلا أشخصهما إلى الحضرة، فافتديا أنفسهما بما التمس منهما إشفاقًا من إنفاذهما إلى المحسن.
وأما أبو زنبور الحسين بن أحمد المادرائي فكان ضامنًا لمصر والشام في أيام حامد فتنكر له أبو الحسن علي بن عيسى وصرفه بأبي الحسين محمد بن الحسن بن عبد الوهاب كاتبه وولي أبو الحسن بن الفرات فأقر أبا الحسين على نظره وكاتبه بحمل أبي زنبور إلى الحضرة، وكان بدمشق، فأنفذه إلى مؤنس المظفر وهو بحلب، وأنفذ ابن الفرات اعتقالًا جميلًا. ثم جمع القضاة وأصحاب الدواوين وأخرجه إلى مجلسه، وقد حضر المحسن وأبو العلاء بن سنجلا كاتبه على ديوان المغرب وأحضرا أعمالًا عملاها له، ووقعت المناظرة له على أبوابها، فألزمه ابن الفرات منها ألفي ألف وأربعمائة ألف دينار، ثم استكثرها فحط منها سبعمائة ألف دينار، وأخذ خطه بالباقي وعرضه على المقتدر بالله فأحمد فعله فيه، وزاد ابن الفرات في مراعاة أبي زنبور وإحسان عشرته لأنه كان يسترجله ويستجلده، وسامه أن يواجه علي بن عيسى بأنه أرفقه في أيام تقلده ديوان المغرب وبعد ذلك في وزارته، فاستعفاه. فقال له ابن الفرات: فلم واجهتني بأمره وليس تواجهه بأمري. فقال له: ما أُحمدت عاقبة تلك الحال ولا استحسنها لي أحد، مع الظاهر من إساءة الوزير إلي بتسليمه إياي إلى ابن بسطام
1 / 51