واعتل عليه فيه، فتم بذلك أمر حامد، وروسل بالاصعاد إلى الحضرة، وأن يكتب على عدة أطيار بخروجه في يومه ليقبض على ابن الفرات عند المعرفة بتوجهه، فأصعد، وكتب بخبره، وعرض الكتاب أبو القاسم بن الحواري على المقتدر بالله، فلما وقف عليه أنفذ نصرًا الحاجب وشفيعًا المقتدري إلى دار أبي الحسن ابن الفرات حتى قبضا عليه في وقت العصر من يوم الخميس لثلاث بقين من جمادي الأولى سنة ست وثلثمائة، وعلى المحسن ابنه وموسى بن خلف وعبد الله بن فرجويه وعيسى بن جبير وسعيد بن إبراهيم التستري ودولة أم ولد أبي الحسن بن الفرات والحسن ابنها منه، وحملا الجماعة إلى دار الخلافة، واعتقل أبو الحسن وحده عند زيدان والباقون عند نصر الحاجب، وختم أبو نصر بشر بن علي خليفة حامد ببغداد على جميع الدواوين. وإنما قبض على ابن الفرات في داره لأن الارجاف قوي بصرفه قوةً استوحش منها كتابه وأصحابه وكان إذا ركب إلى دار السلطان تفرقوا واستتروا، وإذا عاد إلى داره ظهروا وحضروا وركب في أول النهار وهم على الجملة من الخوف والإشفاق، وعاد فعادوا على السكون إلى ذلك. وكانت مدة نظره في هذه الدفعة سنةً وخمسة أشهر وتسعة عشر يومًا.
ثم وزر الوزارة الثالثة
وأُخرج من حبسه عند زيدان القهرمانة يوم الخميس لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثلثمائة، وخلع عليه وعلى أبي أحمد المحسن ابنه، وقد كان
1 / 39