وسبب ذلك أنه كان أصيب بالفالج من قبيل سنين، ويحتمل أن يكون تصنيفًا آخر، وهو بعيد، لكن يستأنس له بما وجدته في كلام الذهبي مدرجًا في كلام ابن العطارة مما لم أقف عليه في النسختين" (١).
انتهى.
قلت: ولا يبعد أنَّ نقل الذهبي عن ابن العطار مما شافهه به، وهذا يؤكد مقولة السخاوي السابقة: "ويحتمل أن يكون تصنيفًا آخر، وهو بعيد"! ويستأنس لهذا بما قاله ابن العطار في كتابنا هذا (ص ٩٧): "ورأيت منه أمورًا تحتمل مجلَّدات ".
وما قاله ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (٦/ ٦٤): "وله معه حكايات، واطلع على أحواله".
وقد رأى الكتاني كتاب ابن العطار، وصرح أنه في مجلد، فقال في "فهرس الفهارس" (٢/ ٨٢٩) في ترجمة ابن العطار: "صاحب الشيخ محيي الدين النووي، وجامع ترجمته في مجلد، وقفت عليه بدمشق، وعليه خطه".
وذكر هذا الكتاب ونسبه للمصنِّف جماعة؛ منهم: حاجي خليفة في "كشف الظنون" (١/ ٣٦٨)، وإسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (١/ ٧١٧)، وعمر رضا كحالة في "معجم المؤلفين" (٧/ ٥)، وصلاح الدين المنجد في لمعجم المؤرخين الدمشقيين" (ص ١٢٨)، وقال: "في كراس على قول السخاوي، وستة كراريس على قول الذهبي". وغيرهم كثير.
_________
(١) "ترجمة الإمام النووي" (ص ٥٥)، ولم ينقل السخاوي شيئًا في كتابه عن ابن العطار، إلا وله ذكر في نسختنا، إلا ما صرح به أنه غير موجود في نسخته أيضًا، وهذا يؤكد أن زيادات الذهي مما شافهه به ابن العطار، والله أعلم.
وانظر: "الإعلان بالتوبيخ" (ص ٣٨١).
1 / 16