وبعد: فإنه وصل كتابكم الكريم الشريف الوسيم صحبة الأديب الأريب حسين بن علي -رعاه الله- جوابا على جوابنا عليكم في شأن ما يتعلق بالصنو السيد الأنجب مهنا بن قتادة، والشريف الأوحد محمد بن حسين -رعاهم الله- وحرصنا في أمرهما كما ذكرناه لكم من إنجاد الحال في أمر الله والتعاون على البر والتقوى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ الضعيف وابن السبيل عن عبث المفسدين، فإن ذلك لا يتم إلا بالإجتماع وحسن النية في الجميع من الجميع، وإن كرهته النفس فقد قال عز وجل: {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } وقد وصينا الجميع بذلك وأخذنا عليهما ولا نترك إن شاء الله جهدا في اصلاح الحالين، كتفقد الوالد أمر ولده إن شاء الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم عرفنا ما اشتمل عليه كتابكم الكريم من تلك النصائح، وتحقيق الأحوال والأراء الميمونة المباركة إن شاء الله، واستمداد ما عندنا من ذلك بعد استخارة الله عز وجل والإعتصام بقوته وحوله إنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأنتم حفظكم الله لم تدعوا في ذلك إلا خيرا، ولا دللتم إلا على رشد، ومثل ذلك فرضنا وفرضكم، ومطلبنا ومطلبكم، والذي نقول إن شاء الله على التقرب إلى الله عز وجل به، ودعا عباده إليه والإستعانة به تبارك وتعالى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
Página 180