تحفة الخلان في أحكام الأذان
تحفة الخلان في أحكام الأذان
Editor
محمود محمد صقر الكبش
Editorial
مكتب الشؤون الفنية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
1431 AH
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
تحفة الخلان في أحكام الأذان
إبراهيم بن صالح الأحمدي الشامي الدمرداشي (d. 1149 / 1736)تحفة الخلان في أحكام الأذان
Editor
محمود محمد صقر الكبش
Editorial
مكتب الشؤون الفنية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
1431 AH
وأقْوَى مِن هذِهِ وأبلغُ وأعظمُ: شهادتُهُ ﷺ بأنَّها حقٌّ، بل رَوَى أبو داودَ وغيرُهُ: ((أنَّهُ ﷺ قَالَ لعمرَ لمَّا أخبرَهُ برؤيتِهِ: سَبَقَكَ الوحيُّ» (١)، كما تَقَدَّمَ.
وَرَوَى البزَّارُ: ((أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى الأَذانَ ليلةَ الإسراءِ، وسَمِعَهُ مشاهدةً فوقَ سبع سماواتٍ))(٢).
قالَ الحافظُ العسقلأَنيُّ(٣): السَّماعُ والمشاهدةُ أقوى من الوحي.
فإن قيلَ: إِنَّهُ لمَّا ثبَتَ عندَهُ ﷺ بِالسَّماعِ الَّذِي هو أقْوَى مِن الوحي فلمَ أخَّرَهُ للمدينةِ؟
يجابُ: بأنَّ فيهِ حِكَماً، وذلكَ أنَّهُ إذا كانَ على لسانٍ غيرِهِ معَ اختصارِهِ بأنَّهُ جامعٌ لأصولِ الشريعةِ وكمالاتِها، فاحتاجَ لشيءٍ يميِّزُهُ عن غيرِهِ ولا شكَّ أنَّ المشاورةَ معَ الأصحابَ، وعدمَ رضاهُ ﷺ بما عرَضُوهُ عليهِ، وطالَ الانتظارُ بعدَ الاهتمامِ حتَّى وُجِدَتْ تلكَ المرائِي بعدَ نزولِ الوحي، أو مقارنتِهِ، مع شهادتِهِ أنَّها حقٌّ، فكانَ ذلكَ التَّأخيرُ زيادةً؛ حفظاً لشأنِهِ ورِفعةً لذكرِهِ،
(١) أبو داود (١ / ١٣٥) برقم (٤٩٩).
(٢) انظر: البزار (٢ / ١٤٦) برقم (٥٠٨).
(٣) انظر: فتح الباري (٢ / ٧٩).
82