Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Géneros
قيل وكان غسان في كل جمعة يزور قبر الوارث رحمه الله , فمر يوما على الغيل الذي بالوادي وفي بعض جوانبه بعض الطحلب , فقال في نفسه؛ إن هذا أثر عن تغيير وقع في البلد , فأحضر أهل الأموال وقال لهم: أنا أريد حرب الهند وبيت المال لا يكفي , وأريد أن أجعل على التجار قرضا يكون أداؤه من بيت المال وأشاوركم في ذلك؛ فقال أصحاب الأموال: التجار يسعون بالفائدة؛ وإن قلت دراهمهم ضاعت المعاملة بيننا وبينهم ونحن أرباب الأموال والقرضة علينا بما تريد؛ فقال لا غير هاهنا. ثم أحضر التجار وقال: أريد أن أحارب الهند وخزانة بيت المال لا تكفي بمقاومة الحرب وأناظركم , أريد أن أجعل قرضة على بيت المال لتقويم هذا الحرب من أرباب الأموال فما ترون؟ فقال التجار: أصحاب الأموال أهل حرث وأكثر الحروث لا تكفي مغرم ما عليه , وليس في أيديهم شيء مما يكفي لذلك , فقال الإمام لا غيرها هنا , ثم أحضر الوزراء وأرباب الدولة فقال: أريد أن أجعل قرضة على أرباب الأموال والتجار في بيت المال لحرب الهند فما ترون؟ وهو يريد بهذا السؤال كله كشف ما عندهم , فقالوا هذا شيء وقع في قلوبنا من قبل؛ فقال في نفسه الغير من ها هنا؛ فاستبدل بهم غيرهم؛ فلما مر في الجمعة الثانية على الغيل لم ير شيئا , ورأى الماء زائدا عن أصله.
ذكر وفاة الإمام غسان رحمه الله
قيل أنه مرض يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة , ومات يوم الأحد بعد صلاة الفجر لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبع ومائتين؛ وكانت إمامته خمس عشر سنة وسبعة أشهر , وفي نسخه وتسعة أشهر بتقديم التاء إلا ثمانية أيام , وقيل ولى خمس عشرة سنة وستة أشهر وعشرين يوما , وقيل خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام والله أعلم.
Página 101