193

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Géneros

ذكر وقعة الروضة وهو موضع بقرب تنوف من جهة الغرب بين نزوى والجبل الأخضر , وذلك أن جماعة من اليحمد أرادوا عزل راشد بن النظر وكان من وجوههم فهم ابن الوارث الكلبي من كلب اليحمد ومصعب وأبو خالد أبنا سليمان الكلبيان , وخالد بن سعوة الخروصي وسليمان بن اليماني وشاذان بن الصلت ومحمد مرجعة وغيرهم من وجوه اليحمد , فاجتمعوا بالرستاق وكاتبوا مسلما وأحمد بن عيسى ابن سلمة العوتبيين وسألوهم أن يبايعا لهما في الباطنة من العتيك من بني عمران ومن كان على رأيهم من ولد مالك بن فهم , فكاتبا نصر بن المنهال العتكي الهجاري من ولد عمران واستجاشا سليمان بن عبدالملك بن بلال السليمي من ولد مالك ابن فهم , فسألوه المعونة وكان سليمان شيخا مطاعا في قومه بالباطنة , وكان يسكن مجز من الباطنة وله فيها مال ومساكن , وكان نصر بن منهال رئيسا تقدمه التعيك في الباطنة وتطيعه , فاستحضروا إليهما وبايعهما على نصرة شاذان بن الصلت ومن معه من اليحمد على عزل راشد بن النظر فأجابهما إلى ذلك , وأنجز لهما ما استدعياه منهما من معونة , وخرج نصر بن منهال فبايع العتيك في الباطنة وخرج معه سليمان بن عبد الملك بن بلال السليمي فبايع من بالباطنة من قومه من سليمة وفراهيد وغيرهم من سائر ولد مالك بن فهم؛ وساروا جميعا بمن معهما إلى شاذان ابن الصلت والفهم بن وارث ووجوه اليحمد والرستاق فأكدوا البيعة لهم وخرجوا جميعا إلى نزوى , فأخذوا طريق الجبل يريدون عزل راشد بن النظر , وكان الخبر قد اتصل به , فلما صاروا بالروضة من تنوف من حدود الجوف وجه إليهم راشد بن النظر السرايا والجيوش خيلا ورجلا وكان من قواده على السرايا يومئذ عبدالله بن سعيد بن مالك الفجي والحواري بن عبدالله الحداني من أهل سلوت والحواري بن محمد الداهني فكبسهم ليلا وهم نزول بالروضة من تنوف وهم لا يشعرون , فوقعت بينهم وقعة شديدة.

Página 202