Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Géneros
قال إلى أن برز موسى بن موسى فجعل يتكلم ويدعي أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ ولا يسم بحدث منه ولا ذنب مكفر؛ ولا حجة يقيمها على الإمام يعلمها العامة , إلا انه كان يطلب عزل بعض الولاة وعزل بعض الوزراء فيما ذكر لنا؛ وعزل بعض المعدلين؛ وأن يولى بعض الناس فيما ذكر لنا , فكان يقول فيما بلغنا أن الدولة في أيدي الفسقة , ولا يسمي الذنب الذي فسقوا به , وكان حقا عليه أن يسمي ذنوبهم قبل أن يفسقهم؛ وهم في ذلك يلقونه ويأتونه ويقرب مجالسهم إذا أتوه ولا يبعدهم لأجل حدثهم إن كان لهم حدث فيما يزعم , وهو في ذلك خطيبهم في يوم الجمعة ويصلى الناس بخطبته ركعتين , فقيل له لم كنت خطيبا لهم يصلى الناس بخطبتك ركعتين؟ قال قد كان المسلمون يصلون الجمعة خلف الجبابرة قال أبو المؤثر: فهذا خطأ منه وجهل بآثار المسلمين , لأن المسلمين لم يختلفوا في أن صلاة الظهر يوم الجمعة مع غير أئمة العدل أربع ركعات إلا في الأمطار الممصرة , وأما غيرها فلا , مع أن المسلمين لم يكونوا خطباء للظلمة ولا لأعوانا لهم ولا يتلون أعوانهم. قال ثم جعل يخطب ويتكلم ويسب ويشتم ولا يسمى حدثا ولا ذنبا بعينه. وكان يسميهم العيارين , وكان يقول لأبعثن عليهم من أهل عمان رجلا يكسعون أدبارهم قال وجعل أهل الدنيا والأطماع والإحن يستولون عليهم ويتقربون منه وجعل الصالحون يتبعدون عنه إلا قليلا؛ قال فجعل يكاتب أهل الدنيا وأهل الأطماع وأهل الإحن ومن قد سخمته كلمة فأمرها حنة ومن قد جرى عليه حكم فاستتر عنه ظلما.
Página 180