Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Géneros
فهذا الذي حفظنا؛ وقد كان الأزهر بن علي قد خالفهم في ذلك فلم يأخذوا بقوله والذي نأخذ به أنه لا قود على هذا الرجل وإنما تلزمه الدية في نفسه؛ ولا تلزم عاقلته منها شيء؛ وإن أرادوا أولياء الدم يمينه فعليه لهم يمين بالله أنه ما قصد إلى قتله صاحبهم هذا ولا تعمد ذلك , وما أراد إلا قتل رجل غيره فأخطأ به؛ وليس هذا رحمك الله عندنا بمنزلة من أقر بقتل رجل؛ فقال ابتداني فضربني وبغى على فقتلته؛ هذا لا يقبل منه دعواه إلا بالبينة؛ إلا أنه قد أقر أنه قصد إلى قتله وادعى بغية عليه؛ وذلك يقول إني لم أقصد إلى قتل هذا ولا أردته؛ وإنما أردت قتل غيره فقتلته؛ وعندي أنه ذلك الذي أردته ثم بان لي أن الذي أردت قتله حي؛ وإنما وقع القتل بغيره , ولو أن رجلا أقر بقتل رجل , قال رأيته قتل ابني فقتلته , لم يقبل دعواه هذه إلا بشاهدي عدل وإلا لزمه القود.
ثم سار موسى بن موسى بن علي إلى نزوى يريد عزل الصلت وتابعه على ذلك عبيدالله بن سعيد بن مالك الفجحي والحواري بن عبدالله الحداني السلوتي وفهم ابن الوارث الكلبي والوليد بن مخلد الكندي , فسار هؤلاء ومن اتبعهم حتى اجتمعوا بفرق مع موسى بن موسى؛ وكان الأمر إليه يومئذ؛ فلما اجتمعوا بفرق خرج الصلت بن مالك من بيت الإمامة؛ وذلك يوم الخميس لثلاث خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين. وكانت إمامته خمسا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وثمانية عشر يوما.
Página 165