140

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Géneros

وقد استسلموا وتابوا من حدثهم وجاءوا بالنساء المسلمات فاقبلوا ذلك منهم ولا تعرضوا لأحد ممن جاءكم تائبا مستأمنا مستسلما بسفك دمه , ولا انتهاك حرمته ولا سبا ذريته , ولا غنيمة ماله , وليكونوا مثلكم آمنين , واحفظوهم ألا يرجعوا إلى هرب من أيديكم , وتأمروهم أن يرسلوا إلى من ورائهم من أصحابهم أن يلقوا بأيديهم إلى ما ألقوا هؤلاء بأيديهم , وتأمروهم أن يبعثوا إلى من ورائهم بإحضار جزية هؤلاء الذين قد أمنتموهم الماضية ولا يعلموا بما يريدوا فيهم فإن جاء الذين وراءهم كما جاء هؤلاء وألقوا بأيديهم فاقبلوا ذلك منهم وخذوا جزية من وصل إليكم منهم؛ وأما من تخلف وأراد أن يبعث بجزيته ويقيم في منزله على حدثه فلا تقبلوا ذلك منهم ومن صار منهم إلى أمانكم وعهدكم فليكونوا في أسركم آمنين , وأحسنوا إليهم في طعامهم وشرابهم وامنعوهم ممن أراد ظلمهم حتى توصلوهم إلى والي المسلمين إن شاء الله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أواتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) فإذا أعطوهم فلا سبيل عليهم وإن رجع إليكم رسلكم فأخبروكم بأنهم كرهوا الدخول في الإسلام والرجعة عن نكثهم وحدثهم إلى العهد والذمة وإعطاء الجزية وكان في رسلكم رجلان ثقتان أو رجل واحد من أهل الصلاة ممن تثقون به في صدق خبره فقد حل لكم عند ذلك مناصبة هؤلاء الناكثين ومحاربتهم بالمكائد والقتل لهم حيث وجدتموهم بالبيات وغير البيات وغنيمة أموالهم وسبا ذراريهم الذين لدوا في حال نقضهم ونكثهم.

---------------------------------------------------------------------- -----

[1] - خ مضطجعا.

[2] - خ الآناف.

[3] - خ مأمول.

.

Página 146