136

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Géneros

فألزموا تقوى الله في الغيوب وداووا بها داء العيوب , وتجهزوا للقاء الله بالطاهرة من العيوب , فإن الله يغفر لمن يجوب ثم ينصح إذ يتوب ( وليست التوبة للذين يموتون وهم كفار حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما ) فتوبوا إلى الله من سيء ما مضى وأصلحوا فيما بقي بما عنكم به يرضي , وصونوا دينكم ولا تبيعوا دينكم بدنياكم ولا بدنيا غيركم , وقفوا عن الشبهات واحرموا عن محارم الشهوات , وغضوا أبصاركم عن مواقعة الخيانة واحفظوا فروجكم عن الحرام , وكفوا أيديكم وألسنتكم عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم بغير الحق , واجتنبوا قول الزور وأكل الحرام ومشارب الحرام وجماعة السوء ومداهنة العدو , وأدوا الأمانات إلى أهلها وإن قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا , ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وإذا حدثتم فلا تكذبوا وإذا وعدتم فلا تخلفوا , وأقيموا الصلاة بقيامها وقراءتها وركوعها وسجودها وتحياتها وتكبيرها وتسبيحها والخشوع فيه لله , فإن الله مدح المؤمنين فقال ( قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون ,والذي هم عن اللغو معرضون , والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن اتبعني وراء ذلك فأولئك هم العادون الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) فافهموا عن الله واقبلوا ما جاء من الله ولا ترخصوا لأنفسكم في شيء من طاعته الواجبة دخلا ولا كسلا , ولا تبيتوا شيئا من معاصيه عبلا ولا خبلا ولا تركنوا إلى من حاده تعصبا ولا ميلا , فأخاف عند ذلك أن يخذلكم؛ وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؛ وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

Página 141