Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Géneros
قال أبو قحطان: أجمعوا على إمامة الصلت وولايته وولاية من قدمه من المسلمين. قال وأجمعوا على نصرته وتحريم غيبته والامتناع من طاعته.
وقال في موضع آخر: ثم ولى المسلمون الصلت بن مالك وكان يومئذ بقايا من أشياخ المسلمين وفقهائهم رحمة الله عليهم وإمامهم يومئذ محمد بن محبوب رحمه الله وغفر له , فبايعوه على ما بويع عليه أهل العدل قبله؛ فسار الصلت بن مالك بالحق في عمان ما شاء الله حتى فني أشياخ المسلمين جملة الذين بايعوه؛ لا نعلم أن أحدا منهم فارقه وعمر الصلت بن مالك في إمامته ما لم يعمر إمام من أئمة المسلمين فيما علمنا حتى كبر ونشأ في الدولة شباب وناس يتخشعون من غير ورع , يظهرون حب الدين ويبطنون حب الدنيا ويأكلون الدنيا بالدين , فلما طال عمر الصلت بن مالك عليهم ملوه لما كبر وضعف.
قال: وإنما كانت ضعفته من قبل الرجلين. أما السمع والبصر والعقل واللسان فلم نعلم أنه ضاع منه شيء ولا نقص منه شيء... هذا كلامه وسيأتي أنه كان يبرأ ممن عزل الصلت.
وكان أبو مروان رحمه الله تعالى واليا للمهنا على صحار فعزله الصلت؛ فخرج أبو مروان إلى نزوى فأقام بها حتى توفي وولى الصلت بن مالك صحار محمد بن الأزهر العبدي , وقدم محمد بن محبوب صحار في سنة تسع وأربعين ومائتين فولى القضاء بها.
وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين كان بصحار وبعمان السيل الكثير المذكور وانهدم دور كثير , ومات فيه ناس كثير وغرق السيل عامة عمان وبلغ الماء مواضع لم يبلغها قبل ذلك فيما بلغنا , والله أعلم.
Página 135