فيه الكلام بسطا شافيا، وما احسن صنع الإمام الرافعي حيث قال: (ورد بها الأثر عن السلف الصالحين) فعزاه إلى السلف كما صنع النووي في الأذكار ولم يعزوه إلى النبي ﷺ وقد كان الرافعي من كبار أئمة الحديث وحفاظه.
وأخبرني من أثق به أن الحافظ ابن حجر قال: الناس يظنون أن النووي أعلم بالحديث من الرافعي وليس كذلك، بل الرافعي أفقه في الحديث من النووي ومن طالع أماليه وتاريخه وشرح المسند له تبين له ذلك انتهى، وأمر كما قال.
قوله: وقد روى النسائي، وصاحبه ابن السني في كتابيهما عمل اليوم والليلة بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري قال: (أتيت رسول الله ﷺ بوضوءه) إلى قوله: وكلاهما محتمل.
قال الحافظ ابن حجر: رواه الطبراني في الكبير من رواية مسدد، وعارم والمقدمي كلهم، عن معتمر ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى، ثم قال: وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال: (باب ما يقوله بين ظهراني وضوئه) لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة.
1 / 43