علينا بأن نهدى إلى من نحبه ... وإن لم يكن في وسعنا ما يشاكله
ألم ترنا نهدى إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
دعبل: هذى هدية عبد أنت ملبسه ... ثوب الغنى فاقبل الميسور من خدمك
الخبزأرزي: تفضل بالقبول على إني ... بعث بما يقل لعبد عبدك
أهدى بعض الأدباء إلى المعتز شيئا وكتب إليه لا يعيب العبد أن يهدى إلى سيده القليل من نعمته عنده ولا السيد أن يقبل ذلك وإن كان الكل له، والسلام.
* * * (المقتصر في الهدية على الشكر) قال المازني: أظرف من اعتذر للفقر واقتصر على الشكر في الإهداء أحمد بن إبراهيم كتب إليه ابن ثوابة:
إني جعلت هديتي ... في المهرجان إليك شكري
لما تعذر واجب ... فسح التعذر فيه عذري
فإذا مررت بذكر من ... جاءت هديته ببر
فادر على اسمي دارة ... واكتب عليه: أتى بعذر
محمد بن أبى حكيم:
رأيت كثير ما يهدى قليلا ... لعبدك فاقتصرت على الدعاء وقال آخر:
وافق المهرجان والعيد منى ... رقة الحال وهي داء الكرام
فاقتصرنا على الدعاء وفيه ... عون صدق على قضاء الذمام
* * * (المقتصر على إهداء النفس) افتصد المتوكل فلم يبق أحد من جواريه وحشمه إلا أهدى إليه فأخبرت قبيحة بذلك وكانت معشوقته فتزينت ودخلت عليه فأنشدته:
طلبت هدية لك باحتيال ... على ما كان من حسي وبسي
فلما أجد شيئا نفيسا ... يكون هدية أهديت نفسي
فقال المتوكل: نفسك والله أحب إلى.
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
حبيبي فصدت العرق من أجل علة ... فلم تهد لي فيه وصالا مجددا
فأهديت نفسي يوم فصدى بوصلها ... إليك فخذها كي تكون لك الفدار
(استهداء النفس) كتب أبو العباس بن رشيد إلى صديق كان مشغوفًا به:
الناس يهدون إلى المفتصد ... أحسن ما يلقونه في البلد
فاهد لي وجهك يا سيدي ... فإنه أحسن شيء يرد
* * * (المهدي شيئا معنيا) أهدى أبو عبادة الوزير على المأمون مصحفا في يوم مهرجان ووافق أول يوم من شهر رمضان فكتب إليه: عدلت عن هدايا السلطان إلى التيمن بالقرآن وما يرضى الرحمن، فوقع في رقعته: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) .
وأهدى أحمد بن يوسف على المأمون هدايا وكتب غليه رقعة فلم يستظرف من هديته شيئا إلا قوله في رقعته: هذا يوم جرت فيه العادة بألطاف العبيد للسادة. وبعث إبراهيم بن المهدي بجراب ملح وجراب أشنان وكتب معهما: قصرت البضاعة عن بلوغ الهمة فكرهت أن تطوى صحف البر خالية من ذكرى فبعثت بالمبدوء لبركته والمختوم به لنظافته والسلام.
وشرب الرشيد دواء فأهدت غليه الخيرزان جارية بكرا معها جام كتب عليه:
إذا خرج الإمام من الدواء ... وأعقب بالسلامة والشفاء
فليس له دواء غير شرب ... بهذا الجام ينزغ بالطلاء
وفض الخاتم المهدي إليه ... فهذا العيش من بعد الدواء
وفض رجل إلى آخر قلنسوة ونعلا فقال لقد أشواني فلان بكسوته: أي أصاب شواي.
* * * (ذكر الهدية بأنها أمارة لفضل صاحبها ونقصه) قيل: يعرف فضل المرء بفضل هديته وسخافته بسخافة بره. وقيل: ثلاثة تدل على عقول أربابها: الهدية والرسول والكتاب وقد حكى الله تعالى عن بلقيس أنها قالت (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) فجعلت جواب الهدية دلالة.
كشاجم: إن هدايا الرجال مخبرة ... عن قدرهم قللوا أو احتفلوا
* * * (المهدي هدية سخيفة) أهدى أبورهم السدوسي على قينة كان يتعشقها زنبيل بصل، فقال فيه ابن. المعدل: قالت جبل ماذا العمل هذا الرجل حين احتفل أهدى بصل.
أهدى رجل إلى إسماعيل الطالبي فالوذجة عتيقة قد زنخت وكتب معها إني اخترت لعملها سكر السوس والعسل الماذي، والزعفران الأصفهاني، فكتب إليه: برئت من الله إن كانت هذه الفالوذجة قد عملت إلا قبل أن يوحى ربك على النحل. وأهدى أبو على البصير على أبى العيناء كرينجان قد كتب على كل واحدة منها (ادخلوها بسلام آمنين) فردها أبو العيناء وقد كتب عليها (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن) وكان رجل قد شغف بصبي فأهدى غليه كلبا فقال أبو شبل:
1 / 37