Tuhaf Fi Madhahib Salaf

Ash-Shawkani d. 1250 AH
29

Tuhaf Fi Madhahib Salaf

التحف في مذاهب السلف

Editorial

مكتبة ابن تيمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٥ هـ

Ubicación del editor

القاهرة - مصر

مدلوله إلا في طائفة من طوائف الكفار، وهم المنكرون للصانع. قلتُ: يا هذا! إن كنت ممن له إلمام بعلم الكلام الذي اصطلح عليه طوائف من أهل الإسلام، فإنه لا محالة قد رأيت ما يقوله كثير منهم ويذكرونه في مؤلفاتهم ويحكونه عن أكابرهم إن الله ﷾ وتنزه وتقدس لا هو جسم ولا جوهر ولا عرض ولا داخل العالم ولا خارجه فأنشدك الله، أي عبارة تبلغ مبلغ هذه العبارة في النفي؟ وأي مبالغة في الدلالة على هذا النفي تقوم مقام هذه المبالغة؟ فكان هؤلاء القوم في فرارهم من شُبْهَة التشبيه إلى هذا التعطيل كما قال القائل: فكنت كالساعي إلى مثعب ... موائلا من سبل الراعد أو كالمستجير من الرمضاء بالنار، والهارب من لسعة الزنبور إلى لدغة الحية، ومن قرصة النملة إلى قضمة الأسد! وقد يغني هؤلاء وأمثالهم من المتكلمين المتكلفين كلمتان من كتاب الله تعالى وصف بهما نفسه وأنزلهما على رسوله

1 / 45