347

وقد وصل الإمام عبدالله إلى الإمام الحسن إلى الأهنوم بأهله وأولاده، فقابله الإمام الحسن بالإكرام والإعظام، ثم أشار إليه بالانتقال إلى بلاد الشرف، فانتقل عن إذنه ولم يتعقب ذلك إلا أسر الإمام الحسن عليه السلام، وهذا آخر ما جرى بينهما، وهما على غاية التصافي والوداد، فإن كان سبق شيء فقد محاه هذا الوفاق - وقد أفاد ما ذكرنا السيد العلامة يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم في غاية الأماني 2/ 766-، ولم يقم الإمام عبدالله إلا بعد أسر الإمام الحسن، وقد فتح الحرب على الأتراك وأوقع بهم وقاسى منهم الشدائد والمخاوف، وقد أشار إلى ذلك الإمام القاسم حيث قال: إنه لم يأمن إلا بقيامه، وبعد أن قام الإمام القاسم توجه إليه الإمام عبدالله عليهما السلام لقصد الإصلاح واجتماع الكلمة، فتلقاه الإمام القاسم بالإجلال والإكرام وأعطاه الخيل واتفقا على أن يقوم الإمام عبدالله بالجهاد والإصلاح في بلاد الشام، ومتى استقرت الأحوال نظر العلماء في الأولى، فسعى وسائط السوء بالفساد وإضرام نار الفتنة، وقصدوا الإمام عبدالله وأهل بيته بالحرب فاضطروهم إلى مصالحة الأتراك، لأجل الدفاع عن أنفسهم وغرروا على الإمام القاسم بأنه قد نقض ما بينه وبينه، فالإمام عبدالله معذور في المصالحة.

Página 354